أنقذوا الطفولة: مئات الآلاف من الأطفال محاصرون بين نيران القصف في غزة

قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” إن مئات الآلاف من الأطفال محاصرون في شمال غزة بعد أن عزلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة عن باقي القطاع، مع تعرض عشرات الآلاف لخطر وشيك جراء العمليات العسكرية البرية حول بلدة بيت لاهيا في محافظة شمال غزة.
يأتي هذا في أعقاب ثلاثة أيام من الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، والتي حطمت هدنة استمرت ثمانية أسابيع في الأعمال العدائية، وتسببت في أكثر الأيام دموية للأطفال في غزة. ووفقًا لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، فقد قُتل حوالي 200 طفل منذ يوم الثلاثاء.
يمنع حصار شمال غزة مرة أخرى جميع الإمدادات المنقذة للحياة، بما في ذلك الغذاء والأدوية، إلى المنطقة، حيث لم تتمكن منظمة “أنقذوا الأطفال” من توصيل المياه المقرر توزيعها عبر شريك للعائلات هناك اليوم. يأتي هذا بعد أن أوقفت القوات الإسرائيلية جميع المساعدات والإمدادات التجارية التي تدخل القطاع منذ 2 مارس/آذار.
40% من الشهداء في 72 ساعة كانوا أطفالًا
قال أحمد الهنداوي، المدير الإقليمي لمنظمة إنقاذ الطفولة: “يحق للأطفال التمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي، تضاف إلى تلك الممنوحة لجميع المدنيين. لكن هذا لن يُدركه أحدٌ من هول ما واجهوه خلال الأيام الثلاثة الماضية. حوالي 40% من أكثر من 500 فلسطيني قُتلوا خلال 72 ساعة في غزة هذا الأسبوع كانوا أطفالًا، و30% منهم نساء”.
أوضح: “يرتكز القانون الإنساني الدولي على مبادئ حماية المدنيين، وتحديدًا الالتزامات القانونية بالتمييز بين المدنيين والمشاركين في الأعمال العدائية، واتخاذ خطوات لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين عند استهداف الأهداف العسكرية. الغارات الجوية على المناطق المدنية الكثيفة لا تُميّز، والحصار لا يُميّز. ما نشهده هو أن لا أحد مُحصّن، ولا أحد آمن”.
أضاف:”كان من المفترض أن نُوصل المياه إلى عائلات في شمال غزة اليوم عبر أحد شركائنا، مُقدمين بذلك خطوة صغيرة نحو التعافي. لكن العنف المُدمر أعادنا إلى طموحنا في بذل كل ما في وسعنا للمساعدة في إبقاء موظفينا على قيد الحياة. نحن قلقون للغاية بشأن موظفينا الـ 53 العالقين في الشمال. إن المذبحة التي تجتاح غزة تجعل من المستحيل مواصلة إيصال مخزوناتنا المُتناقصة من المساعدات”.
أقرأ أيضًا|يونيسف: وقف تسليم المساعدات سيؤدي لعواقب وخيمة على الأطفال في غزة
ختم حديثه قائلًا: “عقود من العنف كانت لها عواقب مُغيرة لحياة الأطفال، لكنها لم تُؤثر على الجناة – عنفٌ مكّنه فعل أو تقاعس المجتمع الدولي، الذي يعمل في تناقض تام مع الحماية القانونية التي يُلزم نفسه باحترامها. إنها حلقة مُدمرة من الإفلات من العقاب خرجت عن نطاق السيطرة، وكما هو الحال دائمًا، يدفع الأطفال الثمن الأغلى.
دعت منظمة إنقاذ الطفولة جميع الأطراف إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وحماية السكان المدنيين، والسماح بدخول المساعدات والإمدادات الإنسانية على نطاق واسع، ووقف الأعمال العدائية من أجل وقف إطلاق نار نهائي الآن.”