تستمر معاناة المواطنين في قطاع غزة مع النزوح، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الإغاثة الإنسانية فإن قرابة 13 ألف و500 نازح داخليًا عبر 18 موقعًا تأثروا بأمر الإخلاء العسكري الصادرة عن الاحتلال الإسرائيلي في 17 أغسطس/آب 2024، وتأثر نحو 213 ألف فلسطيني بتسعة أوامر إخلاء منذ بداية أغسطس، وفي المجموع، خضع 314 كيلومترًا مربعًا (86 في المائة) من قطاع غزة لأوامر الإخلاء منذ 7 أكتوبر.
ويقصف الاحتلال غزة برًا وبحرًا وجوًا مما يؤدي إلى المزيد من الضحايا المدنيين والنزوح وتدمير المنازل والبنية التحتية المدنية الأخرى. كما تستمر التقارير عن التوغلات البرية، وخاصة في المنطقة الشرقية من خانيونس ودير البلح، والقتال العنيف. كما وردت تقارير عن إطلاق صواريخ من قبل الجماعات المسلحة الفلسطينية تجاه إسرائيل.
وإثر القصف المستمر استُشهد خلال 4 أيام فقط من بين 15 و19 أغسطس/آب 2024، 134 فلسطينيًا وأصيب 342 آخرون، وفي الفترة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 آب/أغسطس 2024، استُشهد ما لا يقل عن 40 ألف و319 فلسطينيًا وأصيب 92 ألف و743 آخرون، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وخلال الفترة المذكورة سابقًا أُبلغ عن بعض الحوادث المميتة، وهي:
في يوم 15 آب/أغسطس، حوالي الساعة 19:10، وردت أنباء عن مقتل سبعة فلسطينيين، بينهم امرأة واحدة على الأقل، وإصابة آخرين عندما أصابت شقة في مبنى سكني في المتين، بالقرب من مسجد التوبة في مخيم جباليا للاجئين، شمال غزة.
في يوم 16 آب/أغسطس، وفي حوالي الساعة 12:25 ظهراً، استُشهد سبعة فلسطينيين، بينهم امرأة وثلاث فتيات، وأصيب آخرون عندما قصفت خيمة للنازحين داخلياً في المواصي، غرب خان يونس.
في يوم 16 آب/أغسطس، وفي حوالي الساعة 2:00 ظهراً، استُشهد ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين وجُرح ثمانية آخرون عندما قصفت بناية سكنية في منطقة الدرج في مدينة غزة.
في يوم 16 آب/أغسطس، وفي حوالي الساعة 12:20 ظهراً، استُشهد ثمانية فلسطينيين وجُرح آخرون عندما حاول الناس الحصول على المساعدات وأصيبوا في شرق رفح.
في يوم 16 آب/أغسطس، وفي حوالي الساعة 12:25 ظهراً، استُشهد سبعة فلسطينيين، بينهم امرأة وثلاث فتيات، وجُرح آخرون عندما قصفت خيمة للنازحين داخلياً في المواصي، غرب خان يونس.
وفي يوم 17 آب/أغسطس، وفي حوالي الساعة 00:50، استُشهد ما لا يقل عن 15 فلسطينياً، بينهم خمس نساء وتسعة أطفال، وأصيب آخرون عندما أصيب نازحون عند مدخل الزوايدة على طريق صلاح الدين في دير البلح.
وفي يوم 18 آب/أغسطس، وفي حوالي الساعة 7:05 صباحاً، استُشهد سبعة فلسطينيين، بينهم أم وستة أطفال، عندما أصيبت شقة في شارع المزرعة في دير البلح.
وفي يوم 17 آب/أغسطس، وفي حوالي الساعة 10:15 صباحاً، استُشهد سبعة فلسطينيين، بينهم ثلاث نساء، عندما أصيب منزل في غرب مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح.
أقرأ المزيد| “يوم آخر للرعب في غزة”.. المفوض العام للأونروا يُدين استهداف مدرسة للنازحين
أول حالة إصابة بشلل الأطفال
في 16 أغسطس/آب، أعلن وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان عن أول حالة مؤكدة نشطة لشلل الأطفال في قطاع غزة. وتتعلق الحالة بطفل يبلغ من العمر 10 أشهر من دير البلح، لم يتمكن من التطعيم بسبب الأعمال العدائية الجارية. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن “مئات الآلاف من الأطفال في غزة [يموتون] بسبب شلل الأطفال”.
وقال غوتيريش إن “الأطفال معرضون للخطر” وأن الأمم المتحدة مستعدة لإطلاق “حملة حيوية للتطعيم ضد شلل الأطفال” لأكثر من 640 ألف طفل تحت سن العاشرة. وقد وافقت منظمة الصحة العالمية على إطلاق 1.6 مليون جرعة من اللقاح، وتنسق اليونيسف تسليمها جنبًا إلى جنب مع وحدات التخزين المبردة، وستقوم الفرق الطبية التابعة للأونروا بإدارة اللقاحات بمجرد وصولها إلى غزة.
وأكد الأمين العام غوتيريش أنه من أجل نجاح الحملة، يجب تسهيل نقل اللقاحات والمعدات اللازمة بالإضافة إلى دخول خبراء شلل الأطفال إلى غزة، والوقود الكافي، وزيادة تدفق النقد، والاتصالات الموثوقة، وضمان سلامة كل من العاملين الصحيين والأشخاص الذين يصلون إلى المرافق الصحية.
وفي حين أن “اللقاح النهائي لشلل الأطفال هو السلام ووقف إطلاق النار الإنساني الفوري”، فإن “وقف شلل الأطفال أمر لا بد منه”.
أقرأ المزيد| يونيسف: الحرب المستمرة في غزة تُلحق الأهوال بالأطفال
وفي بيان منفصل، حذرت المديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسل، من أنه “لا يمكننا السماح لشلل الأطفال بالانتشار في غزة وتهديد ليس فقط سكان غزة، بل وجميع الأطفال في المنطقة” وأن عودة ظهور الفيروس في القطاع بعد ربع قرن من الزمان “تُعد تذكيرًا آخر صادمًا بمدى الفوضى واليأس والخطورة التي أصبح عليها الوضع”. ولا يزال النقص الحاد في الوقود والإمدادات الطبية يعطل وظائف المستشفيات المتبقية ومراكز الرعاية الصحية الأولية، وخاصة في شمال غزة.
نقص الوقود يُهدد حياة الآلف
وفي 19 أغسطس/آب، أعلن مدير مستشفى العودة، الدكتور محمد صالح، تأجيل جميع العمليات الجراحية في المنشأة، حيث ناشد التسليم العاجل للوقود لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح. والظروف حرجة بنفس القدر في مستشفى كمال عدوان، حيث يُقال إن نقص الوقود والإمدادات الطبية يهدد بوقف العمليات. وتعمل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها على توفير الوقود لهذه المرافق.
وفي 18 آب/أغسطس، حذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من أن سيارات الإسعاف والعيادات الطبية الطارئة وخدمات الإغاثة التابعة لها معرضة لخطر التوقف في شمال غزة بسبب نقص الوقود، حيث تعمل فرقها بالفعل بأدنى طاقة ولا تعمل حاليًا سوى سيارتين إسعاف من أصل ثماني سيارات.
إن نقص الوقود وحرمان الناس من الوصول ومعدات الإنقاذ المدمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، تشكل تحديًا كبيرًا للدفاع المدني الفلسطيني لتنسيق الاستجابة لاحتياجات الناس في غزة. في 18 أغسطس/آب، أفادت الدفاع المدني الفلسطيني أنها تلقت 87 ألف نداء، تم الرد على 72 ألفًا منها على الرغم من هذه التحديات، إلا أنها لم تتمكن من الرد على الـ 15 ألف نداء المتبقية.
بالإضافة إلى ذلك، منذ تصعيد الأعمال العدائية، استُشهد 82 من موظفي الدفاع المدني الفلسطيني وأصيب أكثر من 270، بما في ذلك الأعضاء أثناء تأدية واجبهم. كما تعرضت مرافق الدفاع المدني الفلسطيني للقصف المباشر ودُمرت 38 مركبة، مما أثر بشدة على قدرتها على إنقاذ الأرواح.
كما يوجد ما يقدر بنحو 10 آلاف شخص يُفترض أنهم ماتوا أو فقدوا تحت الأنقاض ولم تتمكن الدفاع المدني الفلسطيني من الوصول إليهم، حيث أصابت القوات الإسرائيلية معدات الإنقاذ والمركبات التابعة لهم. وبحسب التقارير، هناك 17 ألف شخص في عداد المفقودين.