إعصار دانيال: نحو 40 ألف نازح داخلي من جراء السيول المدمرة
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين أن حوالي 40 ألف نازح في ليبيا من جراء إعصار دانيال التي ضرت المنطقة الشرقية في ليبيا في 10 سبتمبر 2023، منهم حوالي 30 ألف نازح في درنه فقط وهي المنطقة الأكثر تضررًا من الإعصار.
جاء ذلك في تقرير نشرته، عبر موقعها الإلكتروني، مؤكدة على أنها توسع نطاق عملياتها من أجل الاستجابة لاحتياجات آلاف النازحين واللاجئين والمتضررين من السيول المدمرة.
وأشارت لتوزيعها المواد الإغاثية مثل البطانيات، وحزم أدوات الطهي، والمصابيح الشمسية، والأغطية البلاستيكية، بعد ثلاثة أيامٍ من وقوع الفيضانات؛ ما إن أتيحت إمكانية الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا في شرق البلاد.
وخلال زيارة مساعدة رئيس بعثة المفوضية في ليبيا، رنا قصيفي لدرنة، التقت بناجين من السيول، وقالت “أشعرتني قصصهم المروعة بجزعٍ فاق عمقه المشاهد المروعة التي رأيتها في درنة قبل أيام. كنت هناك لأقدم تعازي الشخصية، ولأعرف منهم – من خلال الإصغاء إليهم – كيف يمكن للمفوضية وشركائها الاستجابة لاحتياجاتهم بالشكل الأمثل”.
ومن هؤلاء الذين التقتهم رنا أمل، وهي أم لثلاث بنات – فدوى (8 سنوات) ودنيا (6 سنوات) وابتسام (4 سنوات)، والتي كانت تعيش في منزل والدتها في درنة، وفي يوم الذي زار إعصار دانيال المدينة كانت أختها واثنين من أولادها الخمسة في زيارة لها.
وقالت أمل: “كان الجو عاصفاً تلك الليلة.. لكننا لم نعبأ بذلك.. نحو الساعة الحادية عشرة، وبعد أن نام الأطفال جميعاً، كنت أتصفح موقع فيسبوك عندما رأيت مشاركةً تقول بأن أحد السدود قد انهار. شعرت بالذعر وركضت إلى أمي وأختي، لكن أمي قالت بأن ذلك مستحيل، حيث أنّ انهيار السد كان ليكتسح المدينة بأسرها. فهدأت وخلدت إلى الفراش”.
وأضافت “نهضت في الثانية صباحاً على ضجيج تصادم السيارات ببعضها البعض.. كان الاستيقاظ على مثل هذا الصوت غريباً لدرجة أنني حسبت بأنني أحلم، لكنني كنت أعلم بأنه لم يكن حلماً. نظرت مذعورةً إلى إحدى بناتي – والتي كانت تنام بجوار النافذة – وهرعت إليها لآخذها من هناك قبل أن تتعرض للأذى نتيجة ما كنت أعلم بأنه آتٍ باتجاهنا.. لكنني لم أتمكن من الوصول إليها. ما أن لمست يدي ذراعها، اندفعت مياه الفيضان إلى داخل المنزل وجرفتني إلى الأعلى – فكدت أصل إلى السقف. حاولت التمسك بالأثاث الطافي لأبقى بجوار ابنتي، لكن المياه كانت أقوى مني”.
وفقدت أمل أمها وأختها، أما بناتها الثلاث وأولاد أختها لازالوا في عداد المفقودين.