الأمم المتحدة: قرارات التهجير القسري لسكان شمال غزة تُزيد الأمور تعقيدًا
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه البالغ إزاء الوضع في المناطق الواقعة شمال وادي غزة، والذي يضغط على أكثر من 400 ألف فلسطيني للانتقال جنوبا إلى المواصي، “وهي منطقة مكتظة وملوثة وتفتقر إلى الخدمات الأساسية التي يحتاجها الناس”.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الذي قال إن المنطقة أصبحت معزولة بشكل متزايد، وأن الوضع يزداد تعقيدا بسبب التهجير القسري.
وأضاف: “جنوب غزة مكتظ تماما ولا يمكنه استيعاب المزيد من الناس. وحتى صباح اليوم، تشير المعلومات الأولية إلى أن أكثر من 50 ألف رجل وامرأة وطفل نزحوا داخل شمال غزة، حيث غادر بعض المرضى المستشفى في منطقة الإخلاء. هناك العديد من الأشخاص الآخرين في الشمال، وخاصة في مخيم جباليا، محاصرون في منازلهم وهم ليسوا قادرين على المغادرة بأمان. وحتى الآن، عبرت عائلات قليلة وادي غزة متجهة جنوبا”.
أقرأ أيضًا| الاحتلال الإسرائيلي أباد 902 عائلة فلسطينية خلال عام من الإبادة الجماعية
الوضع في الشمال يزداد سوءً
وقال المتحدث الأممي إن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون مراقبة حركة الناس عن كثب، وتزويد الأسر النازحة بالمساعدة اللازمة حسب الحاجة. إلا أن مكتب الأوتشا أكد أن إصدار الأوامر للمدنيين بالتهجير “لا يحافظ على سلامتهم إذا لم يكن لديهم مكان آمن للذهاب إليه ولا مأوى ولا طعام أو دواء أو ماء للبقاء على قيد الحياة”، بحسب السيد دوجاريك.
وحذر مكتب الأوتشا من أن الوضع في شمال غزة يزداد سوءا، حيث تتعرض المناطق السكنية للهجوم، ويتم إصدار أوامر للمستشفيات بالإخلاء، ولا يزال التيار الكهربائي مقطوعا. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة: “إن المرافق الطبية وغيرها من الخدمات الأساسية معرضة لخطر الإغلاق. المخابز تغلق بالفعل، حيث نزح العمال مع عائلاتهم. ولا يُسمح بدخول الوقود أو السلع التجارية، ولا يتمكن عمال الإغاثة إلا من إدخال القليل من المساعدات الإنسانية عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية في أجزاء من الشمال”.
وضع مأساوي في الجنوب أيضا
وقال السيد دوجاريك إن الإمدادات آخذة في النفاد أيضا في الجنوب مع اقتراب موسم الأمطار، وقد خصصت سلطات الاحتلال الإسرائيلية “طريقا واحدا غير آمن لعمال الإغاثة لإحضار الإمدادات من معبر كرم أبو سالم حيث يواجهون أعمالا عدائية نشطة، ونهبا مسلحا عنيفا يغذيه انهيار النظام العام والسلامة”.
ولكنه أكد أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون تقديم المساعدة المنقذة للحياة للفلسطينيين في غزة أينما استطاعت. وأشار إلى أن الأونروا قدمت 5.6 مليون استشارة طبية في جميع أنحاء غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، ووصلت إلى ما يقرب من 1.9 مليون شخص بجولتين من إمدادات الدقيق خلال العام الماضي.