قُتل وأصيب قرابة 7% من سكان قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في وقت قال فيه مجلس الأمن أنه لا تظهر الأزمة الصحية في غزة أي علامات على التراجع.
في اجتماع لمجلس الأمن يوم الجمعة، رسم الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة، صورة قاتمة للوضع، مؤكداً أن أكثر من 25 % من المدنيين المصابين البالغ عددهم 105 آلاف يواجهون الآن إصابات تغير حياتهم.
حذر الدكتور بيبركورن قائلاً: “بالمعدل الحالي، سيستغرق الأمر من خمس إلى عشر سنوات لإجلاء كل هؤلاء المرضى المصابين بأمراض خطيرة”، مشيرًا إلى أن أكثر من 12 ألف شخص ما زالوا على قوائم الانتظار للعلاج العاجل في الخارج.
تفكيك منهجي للقطاع الصحي
لا يزال 16 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في المنطقة تعمل جزئيًا، وطاقتها الإجمالية تزيد قليلاً عن 1800 سرير – وهي غير كافية تمامًا للاحتياجات الطبية الساحقة.
وأشار الدكتور بيبركورن إلى أن “قطاع الصحة يتعرض للتفكيك بشكل منهجي”، مستشهداً بنقص الإمدادات الطبية والمعدات والأفراد.
ومن بين الضحايا الأخيرة مستشفى كمال عدوان، المرفق الصحي الرئيسي في شمال غزة.
أقرأ أيضًا|علاج مؤجل| غلق معبر رفح يُفاقم أوضاع المصابين في قطاع غزة
وتسببت غارة في ديسمبر/كانون الأول في إلحاق أضرار جسيمة بالمستشفى، مما أجبر المرضى في حالات حرجة على الانتقال إلى المستشفى الإندونيسي – وهو مرفق آخر غير عامل يفتقر إلى الإمدادات الأساسية.
وفي الوقت نفسه، يكافح مستشفى العودة، آخر مستشفى عامل في شمال غزة، لتوفير الرعاية الأساسية وسط استنفاد الموارد، والأعمال العدائية المستمرة، والافتقار الشديد إلى الوصول إلى الأدوية الحيوية.
ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فولكر تورك، تدمير المستشفيات بأنه “كارثة حقوق إنسان” “تستمر في التكشف في غزة أمام أعين العالم”.
وفي كلمته أمام السفراء، شرح أنماط الهجمات المستهدفة على المرافق الصحية، بما في ذلك قتل المرضى والموظفين وإبعادهم قسراً.
العاملون في مجال الرعاية الصحية مستهدفون
قالت الدكتورة تانيا حاج حسن من منظمة المساعدة الطبية للفلسطينيين (MAP) (منظمة غير حكومية): إن “ارتداء المعاطف البيضاء والبدلات الطبية بالنسبة للعاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة يشبه ارتداء هدف على ظهورهم”.
لقد قُتل أكثر من 1000 عامل في مجال الرعاية الصحية منذ أكتوبر 2023.
وعلى الرغم من العنف المستمر، واصل هؤلاء المهنيون مهمتهم لإنقاذ الأرواح، وغالبًا ما يخاطرون بحياتهم في هذه العملية.
وقالت الدكتورة حاج حسن: “إنهم مهنيون فخورون يعملون بجد ويؤدون قسمهم لرعاية مرضاهم على محمل الجد”.
مطلوب اتخاذ إجراءات عاجلة
انضم الدكتور بيبركورن والسيد تورك إلى الأصوات المطالبة بزيادة المساعدات الإنسانية، والإجلاء السريع، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي.
وأكد تورك: “إن حماية المستشفيات أثناء الحرب أمر بالغ الأهمية ويجب على جميع الأطراف احترامه في جميع الأوقات”.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية وقوع 654 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل 886 شخصًا وإصابة 1349 آخرين.
لا يخلف كل هجوم وراءه المباني المتضررة فحسب، بل ويتسبب أيضًا في تعطيل حياة عدد لا يحصى من الناس، وحرمانهم من الوصول إلى الرعاية الأساسية وتجريدهم من الكرامة.
وعلى الرغم من الدمار، لا يزال النظام الصحي في غزة قائمًا. وقال الدكتور بيبركورن: “على الرغم من كل الصعوبات، نجح العاملون الصحيون ومنظمة الصحة العالمية والشركاء في الحفاظ على استمرار الخدمات قدر الإمكان”.
ويُظهر ترميم مرافق مثل مجمع الشفاء الطبي ومجمع ناصر الطبي قدرة المنطقة على إعادة البناء. وأشار إلى أن “هذا ليس أقل من إنجاز وهو سبب للأمل”.
ومع ذلك، فبدون وقف إطلاق النار وزيادة الحماية للخدمات الصحية، يظل المستقبل محبطًا.