الأمم المتحدة تُحذر من استمرار تدهور الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من استمرار تدهور الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة التي تعد واحدة من 17 منطقة في السودان مهددة بالمجاعة، وفقا للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.
في المؤتمر الصحفي اليومي أفاد فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام، أن برنامج الأغذية العالمي تمكن اليوم من إيصال أول شحنة مساعدات – منذ أكثر من عام – إلى مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة. ووصلت 11 شاحنة محملة بـ 260 طنا من المواد الغذائية والإمدادات الغذائية، تكفي لأكثر من 20,000 شخص.
كما أشار المتحدث إلى أن الشركاء الإنسانيين يخططون لإجراء تقييم للاحتياجات في المدينة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الصحية، بالإضافة إلى سوء التغذية الشديد. وأكد فرحان حق أن الوصول الفوري إلى المياه النظيفة أمر بالغ الأهمية، إذ إن معظم محطات المياه في المدينة لا تعمل، مما يضطر السكان للاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، بشكل يزيد من المخاطر الصحية.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على ضرورة توفير مزيد من الموارد للاستجابة لهذه الأزمة، وأهمية حماية المدنيين في ظل التقارير المتعلقة بحالات إطلاق نار، وتقييد حركة السكان، والعنف القائم على النوع الاجتماعي في المنطقة.
أكبر أزمة نزوح في العالم
تشهد السودان صراعاً مسلحًا منذ 15 أبريل 203، تسبب في أزمة إنسانية؛ مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان داخل البلاد وخارجها. وتجاوز عدد النازحين والمُهجرين قسرًا 12.4 مليون شخص منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، وذلك بحسب تقرير جديد صادر عن المفوضية السامية لشئون اللاجئين.
بلغ إجمالي عدد النازحين قسراً نتيجة للصراع في السودان 12.4 مليون شخص، منهم 8.8 مليون نازح داخلي و3.3 مليون لاجئ في الدول المجاورة.
تحملت الدول المجاورة للسودان، مثل: مصر وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا، العبء الأكبر في استقبال اللاجئين الفارين من الصراع.
استقبلت مصر مليون و200 ألف لاجئ جديد، وتليها تشاد التي استقبلت 730 ألف لاجئ، وإثيوبيا التي لجئ لها 68 ألف و465 ألف لاجئ سوداني، ثم جنوب السودان حيث استضافت 62 ألف و240 لاجئ سوداني، فيما سجلت ليبيا 210 آلاف لاجئ سوداني.
وبحسب الأرقام السابقة فإنه: تستقبل تشاد عدد كبير من اللاجئين السودانيين، مما يشير إلى قربها الجغرافي من مناطق النزاع وسهولة الوصول إليها.
أقرأ أيضًا|الصراع والنزوح يُغذيان أزمة المجاعة في السودان
تشهد مصر تدفقًا كبيرًا للاجئين السودانيين، وخاصة في المناطق الحدودية، وبالرغم من وجود نزاعات داخلية، تستقبل جنوب السودان أيضًا أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين، مما يزيد من الضغط على مواردها.
تستقبل إثيوبيا أعدادًا أقل نسبيًا من اللاجئين السودانيين مقارنة بالدول الأخرى. فيما تستضيف دول أخرى مثل ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى أعدادًا أقل بكثير من اللاجئين السودانيين.
الأزمة الإنسانية تتفاقم
حذرت وكالات أممية من تدهور الوضع الإنساني في السودان، إذ أدى الصراع إلى دفع ملايين الأشخاص إلى حالة من الضعف الشديد، وخاصة الأطفال منهم. وقد باتت إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية ــ مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية والمأوى ــ محدودة للغاية.
يواجه ما يقدر بنحو 13 مليون طفل مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، وتتأرجح أربع عشرة منطقة في مختلف أنحاء البلاد على شفا المجاعة، فيما تأكدت بالفعل ظروف المجاعة في مخيم زمزم في شمال دارفور. ومن المتوقع أن يعاني 3.7 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام وحده وهم في حاجة ماسة إلى علاج منقذ للحياة. وقد أضعف الجوع بالفعل هؤلاء الأطفال، وإذا تعذر الوصول إليهم قريباً، فإنهم سيكونون أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض يمكن الوقاية منها بنحو 11 مرة من أقرانهم الأكثر تمتعاً بالصحة داخل السودان.