أعرب فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، عن رعبه إزاء المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين في القطاع الذي مزقته الحرب.
وقال في بيان صحفي: “الصور من المخيم مروعة ولا تشير إلى أي تغيير واضح في أساليب ووسائل الحرب التي تستخدمها إسرائيل والتي أدت بالفعل إلى مقتل العديد من المدنيين”. مضيفًا أن “ضربة الأحد تؤكد مرة أخرى أنه لا يوجد مكان آمن في غزة”.
قصف مخيم نازحين
في 26 مايو/أيار، أطلقت الجماعات الفلسطينية المسلحة وابلًا كبيرًا من الصواريخ باتجاه تل أبيب في إسرائيل، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص بجروح طفيفة. وبعد ساعات قليلة، أصابت ذخيرة من طائرة إسرائيلية معسكرًا في منطقة الحشاش في رفح.
وتشير التقارير الميدانية إلى وقوع عدة انفجارات وحرائق. وقيل إن المنطقة تؤوي الأشخاص الذين نزحوا من شمال غزة. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الغارة استهدفت “مسؤولين كباراً في حماس”، وأنهم على علم بالتقارير التي تفيد بإصابة مدنيين في الحرائق الناتجة.
الدعوة إلى المساءلة
“أشير إلى أن الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن مراجعة، ولكن ما هو واضح بشكل صادم هو أنه من خلال ضرب مثل هذه المنطقة المكتظة بالمدنيين، كانت هذه نتيجة متوقعة تمامًا. مؤكدًا على أنه “من الأهمية بمكان أن تؤدي مثل هذه المراجعات إلى المساءلة وتغييرات في السياسات والممارسات”.
وكرر دعوته جميع أطراف النزاع إلى وقف إطلاق النار، نظرا لضرورة حماية المدنيين.
وأضاف: “يجب على إسرائيل أن تتخذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وضمان حصولهم على المساعدة الإنسانية الأساسية، والإفراج عن جميع المعتقلين تعسفيا”.
إنهاء الأعمال العدائية
وشدد تور وينيسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، على ضرورة التحقيق. وقال في بيان: “أدعو السلطات الإسرائيلية إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف في هذا الحادث، ومحاسبة المسؤولين عن أي مخالفات، واتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين بشكل أفضل”.
وأضاف “يجب على جميع أطراف النزاع الامتناع عن الأعمال التي تبعدنا أكثر عن تحقيق نهاية للأعمال العدائية وتزيد من تعريض الوضع الهش بالفعل على الأرض والمنطقة ككل للخطر.”
حث خبير الأمم المتحدة المستقل المعني بحقوق الإنسان في مجال الإسكان أيضًا على “عمل عالمي منسق” لوقف الحرب، بعد أيام من دعوة المحكمة العليا للأمم المتحدة إلى إنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية المتوسعة في رفح.
وقال بالاكريشنان راجاجوبال، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن: “إن مهاجمة النساء والأطفال أثناء تواجدهم في ملاجئهم في رفح هو عمل وحشي”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى عمل عالمي منسق لوقف تصرفات إسرائيل الآن”.
لا مكان ولا أحد آمن
“الوضع جدًا مأساوي في رفح، وما حدث يوم أمس شيء مروع” بتلك الكلمات بدأت إيناس حمدان، القائم بأعمال مسئول المكتب الإعلامي لـ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حديثها لـ المهاجر حول الوضع في رفح بعد قصف الاحتلال لمخيم نازحين في شمال غرب رفح بـ 8 طن من المتفجرات.
وقالت حمدان إن القصف استهدف مخيمًا للنازحين قرب منشأة تابعة للأونروا عبارة عن مخازن لتخزين السلع وغيرها اتخذها النازحين كمأوى لهم منذ الأشهر الأولى للحرب.
أضافت: أن الوكالة تعجز عن تحديد مواقع العاملين التابعين لها في المنطقة المستهدفة، مُعربة عن قلقهم على سلامتهم وسلامة النازحين الذين يعانون “الأمرين” بسبب استمرار تصاعد حدة الأعمال العدائية وكذلك محدودية الموارد.
وأكدت على أن الأونروا تحاول بكل الوسائل تقديم ما يمكن تقديمه من خدمات ومواد إغاثية رغم صعوبة التحديات ومحدودية الموارد واستمرار اغلاق المعابر والاونروا ملتزمة بأداء واجبها الإنساني.
وأنهت حديثها قائلة: “للأسف لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة ولا شخص آمن”.