الأمم المتحدة: ملايين السودانيين محاصرين في جحيم من العنف الوحشي
قال كبير مسؤولي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في السودان، إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يولي اهتماما أكبر وموارد أكبر للسودان الذي مزقته الحرب، حيث “يحاصر الملايين في جحيم من العنف الوحشي”.
وحذرت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، من أن “الوقت ينفد” مع اقتراب المجاعة والمرض والقتال من السكان، دون نهاية في الأفق.
وقالت في حديثها للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي بينما تخرج هذه الأزمة عن نطاق السيطرة، في الوقت الذي يشدد فيه حبل المشنقة هذا الصراع قبضته الخانقة على السكان المدنيين”.
تسبب الصراع في السودان في نزوح قرابة 6.6 ملايين شخص، أكثر من 53% منهم نازحين من العاصمة الخرطوم، فيما فر نحو مليوني فرد عبر الحدود إلى البلدان المجاورة كـ مصر وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وليبيا وأفريقيا الوسطى.
اشتباكات في دارفور
ويخوض الجيش السوداني وجيش منافس يعرف باسم قوات الدعم السريع معركة منذ أكثر من عام.
ولفتت السيدة نكويتا سلامي الانتباه بشكل خاص إلى تصاعد الأعمال العدائية في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث أفادت التقارير أن الاشتباكات التي وقعت في نهاية الأسبوع الماضي تسببت في سقوط العديد من الضحايا والنزوح.
وحذرت من أنه “إذا لم تتراجع الأطراف عن حافة الهاوية”، فإن العواقب ستكون مدمرة على 800 ألف شخص هناك.
وفي الوقت نفسه، لا يمكن للمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها أن تصل إلى المدينة. أكثر من اثنتي عشرة شاحنة محملة بالإمدادات الحيوية لنحو 120 ألف شخص انطلقت من مدينة بورتسودان الساحلية في 3 أبريل/نيسان ولم تصل بعد إلى الفاشر بسبب انعدام الأمن وتأخير عمليات التخليص عند نقاط التفتيش.
الموت والدمار والتهجير
وقالت: “إن القتال في الفاشر هو مثال مأساوي آخر على التأثير المروع لهذا الصراع على المدنيين”.
وتواصل وكالات الأمم المتحدة الاستجابة للدمار في السودان، حيث قُتل الآلاف، ودُمرت المنازل والبنية التحتية المدنية، وارتكبت فظائع مروعة، بما في ذلك الاغتصاب والتعذيب والعنف بدوافع عرقية.
ويعاني ما يقرب من 18 مليون شخص – أي أكثر من ثلث السكان – من الجوع، كما أن ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص على حافة المجاعة.
ويشهد السودان الآن أكبر أزمة نزوح في العالم. واضطر نحو تسعة ملايين شخص إلى البحث عن مأوى، سواء في أماكن أخرى من البلاد أو عبر الحدود.
“عاصفة مثالية“
ويفتقر معظم السودانيين الآن إلى الرعاية الصحية، ويفتقد جيل كامل التعليم. وقد حذرت وكالات الأمم المتحدة مؤخراً من أن المجاعة تلوح في الأفق، وأن نافذة التحرك تضيق بسرعة.
وقالت السيدة نكويتا سلامي: “أمامنا ستة أسابيع فقط قبل بدء موسم العجاف، عندما يصبح الغذاء أقل توفراً وأكثر تكلفة”.
علاوة على ذلك، هناك موعدان نهائيان آخران يلوحان في الأفق: بداية موسم الأمطار، الذي يزيد من صعوبة الوصول إلى المحتاجين، ونهاية موسم الزراعة، الذي قد يفشل ما لم يتم تسليم البذور في الوقت المناسب للمزارعين.
وحذرت قائلة: “باختصار، فإن شعب السودان في طريق عاصفة كاملة تزداد فتكًا يومًا بعد يوم”.
وشددت على التزام الأمم المتحدة بالبقاء والإنجاز في البلاد، وأشارت إلى أن الجهود الدبلوماسية مستمرة على مدار الساعة لجلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات من أجل “إسكات الأسلحة”.