الأمهات المهاجرات يعانين من “عقوبة الأمومة” في سوق العمل الأوروبية
نشرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية دراستين عن فجوة العمالة، والتي أظهرت وجود فجوة في سوق العمل بين الأمهات المهاجرا المولودات خارج غالبية بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أكبر من الأمهات الأصليات.
وبحسب الدراستان التي استخدمت مصطلح “عقوبة الأمومة” لتوضيح تأثير الأطفال على فرص العمل المحتملة للنساء المهاجرات، ذكرت سيدات موضع الدراسة أن النساء الأجنبيات الأمهات يجدن أنفسهن مستبعدات في الغالب من العمل في عدة بلدان.
تحتل فرنسا مكانة خاصة في الدراسة، إذ يعمل حوالي نصف الأمهات المهاجرات اللائي لديهن أطفال صغار (تتراوح أعمارهن بين 0 و4 سنوات) في بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، وهي فجوة 20 نقطة مئوية مقارنة بأقرانهن المولودات في الوطن. في فرنسا وبعد من دول الجوار مثل ألمانيا وبلجيكا، تصل هذه الفجوة بين المهاجرين والسكان الأصليين إلى 30 نقطة، وفقًا لدراسة أولية بقيادة أليسيا أدسيرا (جامعة برينستون) ومارسيلا فالديفيا (منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية).
وبحسب الدراسة “من الطفل الثاني فصاعدًا، تزيد عقوبة التوظيف أكثر من غيرها بالنسبة للنساء المهاجرات في إسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا”.
بالنسبة للنساء الحاصلات على مؤهلات التعليم العالي، تزداد الفجوة إلى 50 نقطة بين المهاجرين وغير المهاجرين في فرنسا، وفقًا للدراسة.
علاوة على ذلك، يوظف أرباب العمل النساء المهاجرات بشكل متكرر في وظائف بدوام جزئي، كما أنهن “ممثلات بشكل كبير” في الوظائف ذات المهارات المنخفضة.
وذكرت النساء موضع الدراسة “كونك امرأة، وكونك مهاجرة، وتكوين أسرة، كلها عناصر تتفاعل وهي أصل قيود محددة تستحق اهتمام السلطات العامة”.
وقال جان كريستوف دومون، رئيس قسم الهجرة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، إن هؤلاء النساء يعانين من “عقوبة مزدوجة وثلاثية ورباعية”، في إشارة إلى تخفيضهن المهني أو حتى صعوبات الوصول إلى رعاية الأطفال.
وأوضح “ليس فقط النساء المهاجرات أكثر عرضة لإنجاب الأطفال (غالبًا لأنهن يصلن إلى فرنسا من خلال لم شمل الأسرة)، ولكن عندما يكون لديهن أطفال، فإنهن يواجهن صعوبة أكبر في دخول سوق العمل في فرنسا”.
وفقًا لتقرير “المهاجرون وأحفاد المهاجرين” من المعهد الوطني الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE) الذي نُشر في مارس 2023، فإن النساء المولودات في الخارج لديهن 2.3 طفل في المتوسط، مقارنة بمتوسط 1.7 للنساء المولودات في فرنسا.