الأمين العام للأمم المتحدة يشدد على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار في غزة

شدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة تجنب استئناف الأعمال القتالية في غزة بأي ثمن. وقال إن تجدد القتال سيؤدي إلى مأساة هائلة. وأكد أن على الجانبين الامتثال الكامل لالتزاماتهما بموجب اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات الجادة.
وفي منشور على موقع إكس، ناشد الأمين العام أنطونيو غوتيريش حركة حماس المضي قدما في تحرير الرهائن وفق المتفق عليه.
يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أشار إلى زيادة تدفق المساعدات إلى غزة بفضل اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه يوم 19 كانون الثاني/يناير. وقال في مؤتمر صحفي في جنيف إن الأمم المتحدة قامت بتوصيل الغذاء والإمدادات الطبية ومواد الإيواء وغير ذلك من إمدادات الإغاثة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وأضاف: “سمح لنا ذلك بتقديم طائفة من الخدمات الحيوية للمحتاجين بأنحاء قطاع غزة وبدء عمليات الإصلاح”.
وردا على أسئلة الصحفيين حول “عدم قدرة فرق الأمم المتحدة على إدخال مواد معينة إلى غزة”، قال لاركيه إن تدفق المساعدات ومؤشرات الامتثال لاتفاق وقف إطلاق النار، يجب أن تكون متاحة لضامني الاتفاق وهم مصر وقطر والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ليست من بين الضامنين.
توسيع الوجود الإنساني
وفي غصون ذلك، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون الاستجابة للعواصف الشتوية الأخيرة، التي أثرت على عشرات الأسر في دير البلح ومنطقة المواصي في خان يونس – حيث وردت أنباء عن تضرر الملاجئ المؤقتة والخيام.
كما يواصل العاملون الإنسانيون توسيع وجودهم في المناطق التي كانت محظورة أثناء الأعمال العدائية. وأفاد شركاء الأمم المتحدة بأن 63 منشأة عامة للمياه والصرف الصحي تعمل الآن في شمال غزة، أي ثلاثة أضعاف عددها عند بداية وقف إطلاق النار.
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء أكثر من 540 نقطة لتوصيل المياه في المحافظتين الشماليتين، “مما أدى إلى مضاعفة القدرة في غضون أسبوع واحد فقط”، يحسب نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق.
وخلال المؤتمر الصحفي اليومي، قال فرحان حق إن أحد شركاء المنظمة أطلق مبادرة لجمع النفايات وتنظيف الحمامات من خلال برنامج “النقد مقابل العمل” في ستة مراكز للنازحين داخليا تديرها الأونروا في خان يونس، استفاد منها أكثر من 2800 شخص. وأضاف: “قام شريك آخر بتركيب أربعة مراحيض، بالإضافة إلى صنابير مياه، على الطريق الذي يعبر محور نتساريم لدعم الأشخاص العائدين إلى ديارهم”.
وقال حق إن شركاء الأمم المتحدة يعملون أيضا على توسيع نطاق توزيع الخبز والوجبات المطبوخة في أجزاء مختلفة من غزة ويعملون أيضا على تلبية احتياجات المأوى العاجلة. وأضاف أنه في الفترة من 24 كانون الثاني/يناير إلى 7 شباط/فبراير، تم توزيع 25 ألف قطعة قماش مشمع على 12500 أسرة عادت مؤخرا إلى شمال غزة.
مساحات تعليم مؤقتة
كما أفاد شركاء الأمم المتحدة في مجال التعليم بأن أكثر من اثنتي عشرة مساحة تعليمية مؤقتة جديدة تم افتتاحها في محافظات دير البلح ورفح وخان يونس وغزة، تدعم أكثر من 1700 طفل في سن المدرسة.
وفي هذا السياق، قال فرحان حق: “بشكل عام، يوجد أكثر من 400 مساحة تعليمية مؤقتة في جميع أنحاء قطاع غزة، تخدم حوالي 152 ألف طفل، ما يقرب من نصفهم من الفتيات. وهذا لا يزال أقل من ربع الأطفال في سن المدرسة في قطاع غزة”.
وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) قالت إن عملياتها مستمرة بدون انقطاع في الأرض الفلسطينية المحتلة. وأضافت: “عياداتنا بأنحاء الضفة الغربية – بما فيها القدس الشرقية – مفتوحة والعملية الإنسانية في غزة مستمرة. نحن ملتزمون بالبقاء والعمل”.
استمرار العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن العمليات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية استمرت في إحداث “الموت والدمار والنزوح بين السكان المدنيين“، وحرمت عشرات الآلاف من الناس من الوصول إلى المأوى الأساسي والخدمات العامة الأخرى.
وقال فرحان حق إنه منذ كانون الثاني/يناير 2023، قُتل 224 طفلا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية أو المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية – وهو ما يمثل ما يقرب من نصف إجمالي حالات وفاة الأطفال البالغ عددها 468 التي وثقها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية منذ عام 2005. ويشمل ذلك 11 طفلا قُتلوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ بداية عام 2025، ستة منهم قُتلوا في غارات جوية.