يواجه السودان أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، بعد مرور حوالي 6 أشهر منذ بداية الصراع، فنحو 7.1 مليون شخص نزحوا داخل البلاد، منهم 4.5 مليون نازح منذ بداية الصراع، بحسب بيانات منظمة الهجرة الدولية.
حوالي 3 ملايين من هؤلاء النازحين من مدينة الخرطوم، وهي العاصمة ومركز الصراع.
بالإضافة إلى ذلك، فر أكثر من 1.2 مليون شخص إلى البلدان المجاورة، حيث استقبلت تشاد أكبر عدد من الوافدين تليها مصر وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا.
وقالت السيدة إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة: “إن الوضع الإنساني في السودان كارثي ولا نهاية له في الأفق، والمدنيون هم من يدفعون الثمن. ونحن نحث المجتمع الدولي على عدم التخلي عن السودان ودعم جهود الإغاثة بشكل عاجل قبل أن يؤدي ذلك إلى مأساة إنسانية أعمق”.
وأدى ارتفاع أعداد النازحين الجدد في جميع أنحاء السودان إلى استنزاف الخدمات والموارد العامة في مناطق الوصول، مما خلق ظروف معيشية مروعة لملايين الأشخاص الذين يواجهون صراعًا يوميًا من أجل الصمود. ويتفاقم الوضع بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية، وانهيار الخدمات المصرفية والمالية، والانقطاع المتكرر للإنترنت، وإمدادات الاتصالات والكهرباء، وتدمير المرافق الصحية.
السودان يفتقر الخدمات الأساسية
تقول إيمان، وهي أم لطفلين تعيش حالياً في موقع للنزوح في وادي حلفا، في الولاية الشمالية بالسودان على الحدود مع مصر: “إنه صراع يومي للحصول على الأساسيات التي نحتاجها. لقد فقدنا كل ما يهمنا، منزلنا وممتلكاتنا ووظائفنا وشعورنا بالأمان”.
وأفاد ما يقرب من 80 % من النازحين أن الخدمات الصحية إما غير متوفرة أو غير كافية، وأن معظم الناس (86 %) يفتقرون إلى الكهرباء، وفقًا لبيانات مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.
منذ بداية الأزمة، كانت المنظمة الدولية للهجرة في طليعة الاستجابة، حيث قدمت المساعدة المنقذة للحياة لأكثر من 444,000 شخصًا في السودان. وتقوم المنظمة الدولية للهجرة بتوسيع عملياتها من خلال فتح مكاتب جديدة في مدن بما في ذلك كوستي وواد مدني ووادي حلفا.
وحتى الآن، لم يتم تلقي سوى 28% من نداء تمويل المنظمة الدولية للهجرة من أجل السودان والدول المجاورة.
وتناشد المنظمة الدولية للهجرة المجتمع الدولي بشكل عاجل للحصول على تمويل ودعم إضافيين لتسهيل الوصول الآمن وبدون قيود لتقديم المساعدات الأساسية حيث تشتد الحاجة إليها.