الصراع في السودان.. يحرم الأطفال من التعليم ويزيد من أخطار الانفصال الأسري
أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، تقريرًا في 4 يونيو الجاري، عن الأوضاع الإنسانية في السودان منذ اندلاع الصراع بين قوات الجيش السوداني، وميليشيا الدعم السريع في 15 أبريل الماضي.
وخصصت المفوضية جزءً من التقرير لتسليط الضوء على أوضاع الأطفال المُتضررة نتيجة الصراع، والذي كان المدنيين هم ضحاياه.
انتهاكات ضد الأطفال في السودان
بحسب تقرير المفوضية، فإن حوالي 57% من الأطفال في السودان كانوا من الفئات الأكثر احتياجًا قبل اندلاع الصراع، وزاد وضعهم سوءً بسبب الصراع المستمر بين القوتين المنتحرتين.
ويواجه الأطفال في السودان انتهاكات جسيمة منها القتل والتشويه والتجنيد في القوات المسلحة. ويؤثر تعطيل النظم الوطنية لرعاية الطفل بشكل خاص على الأطفال الذين كانوا بالفعل غير مصحوبين أو يعيشون في رعاية مؤسسية.
وتزداد المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في ظروف الصراع والحرب، في ظل الوضع الاجتماعي – الاقتصادي المضطرب حاليا، يتزايد خطر إهمال الأطفال واستغلالهم. والأطفال المحرومون من الاهتمام والرعاية الأسرية، هم أكثر عرضة لخطر التحريض على العمل القسري، والتجنيد في الجماعات المسلحة وحتى الاتجار بهم، لا سيما في شرق السودان.
وفي مخيمات شرق السودان، تزدحم مراكز الاستقبال والملاجئ المؤقتة، ورغم الجهود المبذولة، تفتقر إلى الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الخاصة للأطفال، ولا سيما الأطفال غير المصحوبين.
الصراع والصحة العقلية للأطفال في السودان
وحتى الأطفال الذين تمكنوا من الهرب بصحبة ذويهم من الصراع، ولاجئو لدول أخرى أو نازحوا في مناطق أكثر أمانًا، لم يكونوا في السلامة كاملة.
فبحسب التقرير، فإن اللاجئين والأطفال المشردين داخلياً الذين وصلوا إلى أماكن آمنة شهدوا تأثراً شديداً برفاههم بسبب انقطاع التعليم والخدمات الصحية؛ ويعانون من التعرض للضيق والصدمات الناجمة عن النزاع، بالإضافة إلى الإهمال وتدهور البيئة الأسرية بسبب العوز الشديد.
وقد يتعرض بعضهم للانفصال القسري عن الأسرة أثناء تنقلها.
وكان للتجربة الحية للنزاع والهروب تأثير شديد على الصحة العقلية والرفاهية النفسية للأطفال، حيث تم الإبلاغ على نطاق واسع عن علامات الضيق العاطفي الحاد بين الأطفال.
إذ أدى انقطاع وصول الأطفال إلى المدرسة بسبب توقف التعليم والنزوح المفاجئ في وقت الامتحان النهائي إلى إعاقة آلاف الأطفال من إكمال مسار دراستهم.
وانخفض معدل الحضور في الأماكن الحالية الملائمة للأطفال، بسبب الفرار، وكذلك بسبب إجبار الأطفال على الانخراط في أشكال مختلفة من العمل العرضي لإعالة أسرهم.
محاولات مفوضية اللاجئين لحماية الأطفال
يعمل شركاء المفوضية في القضارف والنيل الأزرق والنيل الأبيض على تحديد هوية الأطفال المعرضين للخطر وتزويدهم بالدعم اللازم في الوقت الذي توقف فيه تماما الوصول إلى أنشطة حماية الطفل في الخرطوم وأجزاء من ولايتي كردفان ودارفور.
تدير كسلا مركزًا للأطفال غير المصحوبين بذويهم في مخيم شقرب وفر مساحة آمنة للأطفال المعرضين للخطر، بمن فيهم الفارون من الخرطوم ومناطق أخرى غير آمنة.
في بعض الولايات مثل الجزيرة والنيل الأبيض حيث كان هناك تدفق هائل من السكان النازحين، يتم متابعة الدعوة والتنفيذ النهائي لبرامج التعليم الكامل في حالات الطوارئ (EiE) لتلبية احتياجات الأطفال الذين ذهبوا إلى المدرسة والذين نزحوا، إلى جانب توسيع المرافق التعليمية الحالية.