أخبارمنظماتمنوعات

المجلس الدنماركي للاجئين يُسلط الضوء على أهمية نظام إدارة مواقع نازحين قوي في غزة

سلط المجلس الدنماركي للاجئين الضوء على معاناة النازحين في غزة مع النزوح المتكرر، وقال في تقرير له إن أكثر من 90% من سكان غزة نازحون حاليا، إذ تنزح الأسر كل شهرين تقريبًا ولا يحملون معهم سوى الملابس التي يرتدونها.

 

وأكدت على أنه مع دخول فصل الشتاء فبدون أي مبالغة يوجد أهمية لإنشاء أنظمة إدارة مواقع قوية في جميع أنحاء غزة لتخفف من الوقائع القاسية التي تواجهها الأسر النازحة خاصة في أشهر الشتاء القاسية.

 

خيام غارقة

يجلب الشتاء في غزة طقسًا شديد البرودة، يمكن أن تنخفض فيه درجات الحرارة إلى 6 درجات مئوية. تواجه الأسر في غزة هذه الظروف من الخيام الممزقة التي تفتقر إلى أي شكل من أشكال العزل. أدت قيود الوصول إلى تقليص الإمدادات الأساسية وحتى القماش المشمع لإصلاح الثقوب يكاد يكون غير موجود.

 

تقع العديد من مواقع النزوح في غزة على أرض تغمرها الفيضانات بانتظام، حتى بعد هطول أمطار معتدلة. تتراكم المياه الراكدة، فتغمر الخيام والممتلكات، مما يخلق مخاطر صحية، ويؤدي إلى تآكل ظروف المعيشة غير الكريمة بالفعل.

 

إن المواد الأساسية للشتاء، والبطانيات، والمراتب، والملابس الدافئة، في نقص حاد، مما يجعل الأطفال والبالغين أكثر عرضة للبرد ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض.

أقرأ أيضًا|مليون نازح في غزة بحاجة لخيام جديدة قبل دخول فصل الشتاء

 

قالت جوليا كانالي، رئيسة العمليات، الأراضي الفلسطينية المحتلة، جمهورية الكونغو الديمقراطية الشرق الأوسط: “تلعب إدارة الموقع دورًا حاسمًا في ضمان إمكانية ربط المجتمعات النازحة في غزة بسرعة وفعالية بالخدمات النادرة ولكن الأساسية المتاحة. يحدث النزوح في غزة بشكل متكرر، حيث يتم اقتلاع الأسر في المتوسط ​​كل شهرين، مما يجبرهم على البدء من الصفر في كل مرة.”

 

 

وأضافت نقص الإضاءة في مواقع النزوح يزيد من تفاقم تحديات الشتاء. تتنقل الأسر في مسارات مظلمة في الليل، مما يزيد من مخاوف العنف والحوادث. وتفيد النساء بتجنب المراحيض بعد حلول الظلام بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، مما يسلط الضوء على كيف يؤدي غياب البنية الأساسية إلى تعميق انعدام الأمن.

 

تلعب الإدارة الفعّالة للمواقع دوراً محورياً في معالجة هذه التحديات من خلال تبسيط التنسيق وضمان تلبية الاحتياجات الحرجة. في مواقع النزوح عبر دير البلح وخان يونس في المنطقة الوسطى من غزة، تقود DRC وPARC الجهود الرامية إلى تحسين ظروف المأوى وتوزيع مواد الشتاء وإنشاء بيئات معيشية أكثر أماناً.

 

ويشرح تقرير المجلس الدنماركي للاجئين أهمية إدارة الموقع ذاكرًا “تضمن إدارة الموقع التوزيع العادل للبطانيات والفرش والملابس الدافئة، مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً. كما تنسق تحسينات البنية التحتية، مثل تركيب قنوات الصرف للتخفيف من الفيضانات وإنشاء إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية لتعزيز السلامة وإمكانية الوصول. من خلال تعزيز قنوات الاتصال الواضحة، تربط إدارة الموقع الأسر النازحة بالخدمات الأساسية، مما يضمن وصول المساعدات إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها.”

 

المأوى حجر الزاوية

ويضيف التقرير يعتبر المأوى حجر الزاوية في القدرة على الصمود في الشتاء. ومع ذلك، في مواقع النزوح في غزة، فإن العديد من الملاجئ عبارة عن هياكل مؤقتة تم تجميعها معًا باستخدام القماش المشمع والخردوات. توفر هذه المنازل الهشة القليل من الحماية من البرد أو المطر. لا يزال الاكتظاظ السكاني مستشريًا، حيث تضم 95% من المواقع عائلات متعددة في مساحة واحدة، مما يجردها من أي شعور بالخصوصية أو الكرامة.

أقرأ أيضًا|مكتب الإعلام الحكومي في غزة: 2 مليون نازح يعيشون في خيام مهترئة

تعالج إدارة المواقع هذه الظروف المزرية من خلال تنسيق إصلاحات المأوى وتوزيع المواد الأساسية مثل القماش المشمع والعزل. بالإضافة إلى ذلك، من خلال إشراك المجتمعات المحلية، يعمل مديرو المواقع على تمكين السكان من القيام بأعمال الصيانة الأساسية، وتعزيز الشعور بالاستقلالية حتى في خضم النزوح.

انعدام الأمن الغذائي

يشكل انعدام الأمن الغذائي مصدر قلق ملح آخر. في جميع مواقع النزوح، تعتمد الأسر على توزيعات المساعدات المتقطعة التي غالبًا ما تكون أقل من تلبية احتياجاتهم. في المواقع التي تديرها DRC و PARC في دير البلح، على سبيل المثال، أفاد 25% إلى 50% فقط من السكان بتلقيهم طعامًا كافيًا. ويزيد الاعتماد على الحطب المشترى للطهي من العبء المالي، مما يجبر الأسر على اتخاذ خيارات مستحيلة بين الطعام والدفء وغير ذلك من الضروريات.

 

يؤدي الاكتظاظ وتدهور ظروف المعيشة إلى تفاقم مخاطر الحماية، حيث تبلغ الأسر عن المشاحنات اللفظية والجسدية وكذلك العنف المنزلي. إن الافتقار إلى الخصوصية داخل الملاجئ يزيد من توتر العلاقات، مما يخلق بيئة من التوتر المستمر.

 

توفر إدارة الموقع مسارًا لاستعادة الكرامة والحد من الضرر. من خلال إنشاء مساحات آمنة للنساء والأطفال وضمان الإضاءة الكافية والخصوصية داخل الملاجئ، يخلق مديرو الموقع بيئات حيث يشعر السكان بمزيد من الأمان.

 

يوضح عمل المجلس النرويجي أنه حتى في أكثر الظروف تحديًا، يمكن للتنسيق الفعال والمشاركة المجتمعية أن يحدثا فرقًا ملموسًا. لا تتعلق إدارة الموقع بالخدمات اللوجستية فحسب، بل إنها تتعلق باستعادة الأمل والمرونة للمجتمعات التي وقعت في دوامة لا هوادة فيها من العنف الشديد والتشرد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى