يونيسف تُطالب مجلس الأمن بإيقاف الانتهاكات بحق الأطفال في غزة
تحدثت المديرة التنفيذية ليونسيف كاثرين راسل، أمام مجلس الأمن لاطلاعهم على تفاصيل وتطورات الوضع في غزة بعد دخول العدوان الإسرائيلي أسبوعه الرابع.
وإليكم نص كلمة المديرة التنفيذية أمام مجلس الأمن:
أشارت راسل إلى تزايد الحصيلة المدمرة للعدوان بسرعة، وارتكاب انتهاكات جسيمة واسعة ضد الأطفال
ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، قُتل أكثر من 8300 فلسطيني في غزة، من بينهم أكثر من 3400 طفل، وأصيب أكثر من 6300 طفل. وهذا يعني أن أكثر من 420 طفلاً يُقتلون أو يُصابون في غزة كل يوم – وهو رقم ينبغي أن يهز كل واحد منا حتى النخاع.
وأكدت على أن العنف المرتكب ضد الأطفال يمتد إلى ما هو أبعد من قطاع غزة. في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 37 طفلاً.
كما تعرضت البنية التحتية المدنية لهجوم شديد.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية في غزة، تم الإبلاغ عن 34 هجوما ضد مرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك 21 مستشفى. ولم تعد 12 مستشفى من أصل 35 مستشفى في غزة – والتي تُستخدم أيضًا كملاجئ للنازحين – قادرة على العمل.
ما لا يقل عن 221 مدرسة وأكثر من 177 ألف وحدة سكنية تضررت أو تم تدميرها.
المياه النظيفة تنفد
كما تحدثت أن ما تبقى من المياه النظيفة القليلة في غزة ينفد بسرعة، مما يترك أكثر من مليوني شخص في حاجة ماسة إلى المياه. حيث تشير تقديرات يونيسف إلى أن 55 % البنية التحتية لإمدادات المياه تحتاج إلى إصلاح أو إعادة تأهيل.
تعمل محطة واحدة فقط لتحلية المياه بسعة 5 %، بينما أصبحت جميع محطات معالجة المياه والنفايات الست في غزة الآن خارج الخدمة بسبب نقص الوقود أو الطاقة.
وأوضحت إن الافتقار إلى المياه النظيفة والصرف الصحي الآمن على وشك أن يصبح كارثة. ما لم تتم استعادة إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة بشكل عاجل، فإن المزيد من المدنيين، بما في ذلك الأطفال، سيصابون بالمرض أو يموتون بسبب الجفاف أو الأمراض المنقولة بالمياه.
الصحة النفسية لـ الأطفال
وتناولت في حديثها تأثير الحرب على صحة الأطفال النفسية والعقلية، قائلة إن الأطفال في فلسطين يعيشون صدمة رهيبة – والتي يمكن أن تستمر عواقبها مدى الحياة.
إذ أظهرت الدراسات أن العنف والاضطرابات يمكن أن يؤديا إلى ضيق نفسي سام لدى الأطفال يُأثر على نموهم البدني والمعرفي، ويسبب مشاكل في الصحة النفسية على المدى القصير والطويل.
مؤكدة على يونيسف تبذل قصارى جهدها للوصول إلى جميع الأطفال المحتاجين، ولكن إيصال المساعدات الإنسانية – وخاصة في غزة – أصبح الآن صعبًا للغاية. ويرجع ذلك إلى ظروف الحصار الحالية المفروضة على غزة، والظروف شديدة الخطورة التي يعمل موظفونا في ظلها.
وكذلك على التزام يونيسف وشركاءها بالبقاء على الأرض لتقديم الخدمات للأطفال. موضحة “ولكن لا يخطئن أحد، إن الوضع يزداد سوءًا كل ساعة، وبدون نهاية عاجلة للأعمال العدائية، فإنني أشعر بخوف عميق على مصير أطفال المنطقة”
ووجهت كلمتها لأعضاء مجلس الأمن قائلة “لكن لدينا، وأنتم، القدرة على مساعدة الأطفال للخروج من دوامة العنف هذه.
وناشدت مجلس الأمن أن يعتمد على الفور قرارا يذكّر الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ويدعو إلى وقف إطلاق النار، ويطالب الأطراف بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، ويطالب بالإفراج الفوري والآمن عن جميع الأطفال المختطفين، ويحث الأطراف على منح الأطفال الحماية الخاصة التي يستحقونها.
ينبغي لمجلس الأمن أن يعطي الأولوية لأزمة النزوح المتفاقمة الآن – مع نزوح أكثر من 1.4 مليون شخص في غزة، معظمهم من الأطفال.
كما قال الأمين العام، ينبغي إلغاء الأمر الصادر بحق 1.1 مليون مدني فلسطيني بمغادرة شمال غزة. وينبغي أيضًا أن تتوقف طلبات إخلاء المستشفيات، نظرًا لوضعها المحمي بموجب القانون الإنساني الدولي.
يجب على جميع الأطراف وقف العنف، ومنع ارتكاب أي انتهاكات جسيمة ضد الأطفال.
يجب أن نتمكن من توصيل المساعدات الإنسانية عبر جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، من خلال طرق إمداد آمنة وفعالة. ويجب على الأطراف ضمان الحركة الآمنة ودون عوائق للإمدادات الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء قطاع غزة لتوصيل المساعدة الإنسانية، بما في ذلك – على سبيل المثال لا الحصر – الغذاء والماء والأدوية والوقود والكهرباء.
وأخيرا، يجب التراجع فورا عن التدابير الرامية إلى منع دخول الكهرباء والغذاء والمياه والوقود إلى غزة من إسرائيل، حتى يتمكن المدنيون من الوصول إلى الخدمات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة.
وفي ختام كلمتها قالت: بالنيابة عن جميع الأطفال العالقين في هذا الكابوس، ندعو العالم إلى القيام بعمل أفضل. لأطفالًا يمارسون حياتهم اليومية في غزة، فإنهم جميعًا يستحقون السلام. الأطفال لا يبدأون النزاعات، وهم عاجزون عن إيقافها. إنهم بحاجة إلينا جميعًا أن نضع سلامتهم وأمنهم في مقدمة جهودنا، وأن نتصور مستقبلًا يتمتع فيه الأطفال بالصحة والسلامة والتعليم. لا يستحق أي طفل أقل من ذلك.