أخبارتقاريرحقوقشكاوىمنظمات

المفوض العام للأونروا: لن نسمح بانهيار الوكالة

قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن الوضع في غزة بعد منع إدخال المساعدات من سلطة الاحتلال يشبه إلى حد ما الوضع الذي ساد في أكتوبر 2023. يهدد هذا القرار حياة المدنيين في غزة وبقائهم، الذين لم يحظوا إلا بفترة راحة قصيرة من 16 شهرًا من الحرب الوحشية.

 

مر قرابة 10 أيام منذ أن حظرت دولة الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى قطاع غزة.

 

وصرح لازاريني اتفاق وقف إطلاق النار أظهر أن بالإمكان تقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق أو انقطاع إذا توفرت الإرادة السياسية. ففي الفترة بين بداية وقف إطلاق النار والثاني من مارس، تضاعفت المساعدات الإنسانية عشرة أضعاف.

ومن الأهمية بمكان السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة مرة أخرى، للحفاظ على التقدم المحرز خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وتلبية الاحتياجات الأساسية للناس.

وكرر لازاريني دعوة الأمين العام لإطلاق سراح جميع الرهائن فورا ودون شروط وبطريقة كريمة، والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين وفقا لشروط الصفقة وبطريقة كريمة أيضا، ولإبقاء وقف إطلاق النار قائمًا.

 

نزوح 40 ألف لاجئ فلسطيني في الضفة

كما أكد أنه من المهم أيضًا تسليط الضوء على الوضع في الضفة الغربية حيث تؤثر العملية التي تشنها قوات الأمن التابعة لسلطة الاحتلال الإسرائيلية، والتي بدأت قبل ستة أسابيع، بشدة على الفلسطينيين وخاصة في الشمال. كما تنشط الجماعات المسلحة الفلسطينية بشكل متزايد في المنطقة.

أُخليت العديد من مخيمات اللاجئين تقريبًا، مما أدى إلى نزوح حوالي 40 ألف لاجئ فلسطيني، ويعد هذا هو أكبر نزوح للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عام 1967.

أوضح: أن الهدم الواسع النطاق للمباني، بما في ذلك المناطق السكنية، أمر مثير للقلق. فالناس ليس لديهم مكان للعودة إليه.

وتواصل الأونروا تتبع النازحين وتقديم المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المساعدات الغذائية، والرعاية الصحية، والمواد الأساسية.

 

المعاناة أيضا في لبنان وسوريا

وعن سوريا، قال لازاريني: “شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية عنفا مروعا. كما فقدنا أحد موظفينا بشكل مأساوي إثر تعرضه لإطلاق النار. ونواصل عبر البلاد تقديم الرعاية الصحية والتعليم، وهو أمر ضروري للغاية بالنسبة للعديد من لاجئي فلسطين لبقائهم على قيد الحياة”.

أقرأ أيضًا|المفوض العام للأونروا: الضفة الغربية أصبحت ساحة معركة والفلسطينيين العاديين أول من يعاني

 

في لبنان، أدت الأزمات الاجتماعية والاقتصادية إلى زيادة اعتماد لاجئي فلسطين على خدمات الأونروا. لقد أجريت أونروا دراسة مسحية والتي أظهرت أن المساعدات النقدية التي تقدمها الأونروا للاجئي فلسطين أصبحت أحد المصادر الرئيسية للدخل لنحو 70 % من لاجئي فلسطين في البلاد.

 

إسكات المنظمات الإنسانية

وبالانتقال إلى موضوع قوانين الكنيست، ذكر لازاريني أن تشريعات الكنيست التي أطلعت الدول الأعضاء عليها لا تتعلق بالأونروا فقط. إنها تتعلق بأي فرد أو منظمة تدعو إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي أو تعزيز حقوق الفلسطينيين.

أضاف: “في حين تم بالفعل إسكات عدد من المنظمات غير الحكومية الدولية، هناك الآن جهد أكبر وأكثر تضافرًا في إسرائيل لتقويض أو تقييد عمليات المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية من خلال التدابير التشريعية”.

لقد واجهت الوكالة تحديات تشغيلية خطيرة منذ دخول تشريع الكنسيت (برلمان دولة الاحتلال الإسرائيلي) المناهض للأونروا حيز التنفيذ في نهاية شهر كانون الثاني/يناير.

وفي القدس الشرقية المحتلة، تواجه الوكالة ضغوطًا متزايدة من البلدية لإخلاء المباني وإنهاء تقديم الخدمات. وتم طرد الموظفين الدوليين فعليًا من الضفة الغربية المحتلة بسبب عدم وجود تأشيرات سارية المفعول.

بينما يظل بعض الموظفين الدوليين في غزة، ترفض حكومة الاحتلال تسهيل دخولهم أو خروجهم عبر معبر كرم أبو سالم.

على الرغم من هذه التحديات، فإن الأونروا باقية وستنفذ تفويضها الصادر عن الجمعية العامة حتى يصبح من غير الممكن القيام بذلك على نحو مبدئي.

 

حملة تضليل إعلامي

وأكد على أنه ولا بد لي من تسليط الضوء مرة أخرى على حملة التضليل الإعلامي التي تصور الوكالة كمنظمة إرهابية، وموظفينا كإرهابيين أو متعاطفين مع الإرهابيين.

 

قال لازايني: “أعتقد أن التحدث إلى جمهور من الصحفيين، والتحقق من الحقائق ونشر المعلومات من مصادر رسمية مباشرة هو أساس الإعلام المستقل والمفتاح لمواجهة هذه الحملة الشرسة.

وهذا أمر بالغ الأهمية وخاصة في ظل الحظر المطول لوسائل الإعلام المستقلة والدولية في غزة. لم تكن هناك أي وسيلة إعلام دولية مستقلة في غزة منذ أكتوبر 2023”.

 

انهيار الوكالة يخلق فراغًا خطيرًا 

فيما يتعلق بالتمويل، صرح لازاريني إن الوضع المالي للأونروا، قائلًا “سيكون من المفاجئ لو أخبرتكم أن كل شيء تحت السيطرة – إلا أن الوضع حرج وخطير. يتم إدارة التدفق النقدي شهريًا، ونحن في حاجة ماسة إلى دعم مالي إضافي إذا كان للوكالة أن تستمر”.

 

وفي ختام كلمته أكد لازاريني أنه لن يتم السماح  للوكالة بالانهيار بسبب حملة التضليل الشرسة؛ والتشريعات التي أقرها الكنيست؛ وتعليق التمويل من قبل الجهات المانحة الرئيسية.

وفسر ذلك بأن من شأن الانهيار أن يخلق فراغًا خطيرًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويؤدي لخلق تداعيات عبر الأردن ولبنان وسوريا.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى