أعلن آدم رجال، الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في السودان، عن وصول مخيمات النازحين واللاجئين في إقليم دارفور للمجاعة، قائلًا “نعلن وبصفة رسمية من داخل مخيمات النزوح بدارفور بأننا قد وصلنا إلى مرحلة المجاعة بالدرجة الأولى وفقدنا الأمل من هذه الدنيا الفانية، الأطفال يموتون جوعاً وليس لدينا ما نقدم لهم، بسبب سوء التغذية وشح في المواد الغذائية الرئيسية والنقص الكبير في الغذاء المتكامل وكذا الحال بالنسبة للأمهات الحوامل والمرضعات وكبار السن”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أن الوضع الصحي وصل لحد الانهيار وسط شح الأدوية المنقذة للحياة، وتوقف مراكز الرعاية الصحية الأولية داخل المخيمات نسبة لعدم وجود الدواء والكوادر الصحية، مع وجود شح في المياه الشرب النقية وتعطيل نسبة 70% من مصادر المياه داخل المخيمات مثل المضخات والصهاريج، وانعدام الصرف الصحي مع اكتظاظ الكثافة السكانية في المخيمات، والذي يمكن أن يولد أمراض معدية مثل الإسهال المائي والكوليرا وغيرها.
نازحون منسيون
وأشار إلى أن يوجد انعدام في مواد الإيواء للنازحين الجدد في عام 2024، أما النازحين الذين نزحوا عام 2023، بداية الصراع في دارفور والذين يبلغ عددهم أكثر من 3 مليون نسمة في الداخل أصبحوا منسيين أمام المجتمع الدولي وهم انتظروا لأكثر من عشرين عاماً، لكن هذا لا يعني قبولهم بالبقاء في معسكرات الذل والهوان والبؤس فقط الظروف الأمنية مع استمرار الأسباب التي جعلتهم في المخيمات.
وأضح أن أغلبية المجتمع السوداني إما نازحين أو لاجئين بالإضافة للمجتمعات المستضيفة الذين تحولوا إلى عطالة غير منتجين، مما جعل الوضع الإنساني كلها الطوارئ بدارفور وكردفان وجبال النوبة خاصة، والسودان عامة. وأن إجمالي عدد النازحين في مخيمات النزوح بالداخل الذين يحتاجون الغذاء بشكل عاجل أكثر من 6 مليون نسمة.
وسلط الضوء على انتشار سوء التغذية بين الأطفال قائلًا: “إن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في مخيمات النزوح بالداخل أكثر من مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بالإصابة لسوء التغذية العلاجية، والوقائية إن عدد الأطفال الذين ماتوا بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية داخل مخيمات النزوح خلال 11 أشهر أكثر من 561 طفل بمعدل يومي 17 طفل”.
وأصدرت المنسقية مجموعة من التوصيات، وهي:
- يجب الضغط على الطرفين الذين يحاربون الحرب العبثية، دون النظر إلى مصالح المجتمع السوداني وزهق أرواح الآلاف من المدنيين بدون وجه حق، واغتصاب النساء والاطفال، وتدمير البنية التحتية والمؤسسات الحيوية.
- كما أن استخدام الإغاثة كسلاح من بعض طرفي الصراع يعد جريمة الحرب، لكن لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص والبندقية.. وندعو لوقف الحرب والموت الجماعي والفردي وتمزيق النسيج الاجتماعي ونشر خطاب الكراهية في أوساط المجتمع، أوقفوا هذا الحرب الآن وترجع إلى منصة الحوار والنقاش والتفاوض، وفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية.
- رسالة للأمين العام للأمم المتحدة ووكالاتها العاملة في أنحاء العالم، والاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول الترويكا، إن المجتمع السوداني ولا سيما النازحين في مخيمات النزوح واللجوء بدارفور يستحق وقفتكم إلى جانبهم ومهنتهم التي أصابهم بسبب الحرب ونقص الأمن الغذائي وانعدام الأدوية المنقذة للحياة ليعامل أسوة ببقية المجتمعات في العالم وفقاً القوانين الدولية لحقوق الإنسان، والإنسانية لا يتجزأ معاً نحو بناء مجتمع متعافي.
- رسالة للمجلس الأمن الدولي، يجب الضغط على طرفي النزاع لوقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل وفق القرار تحت الرقم (2724)، والقرارات الصادرة سابقاً ضد حكومة السودان قرار تحت الرقم (1593)، لوقف الحرب العبثية والعودة إلى منصة الحوار والنقاش والتفاوض، وكل من يعترض على هذا النهج يتم فرض عقوبات صارمة على الأفراد والمؤسسات.
- علي المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال المساعدات الإنسانية، والمانحين، والخيريين، أرحموا هذه المجتمعات المتضررة في مخيمات النزوح واللجوء بدارفور بعين الرحمة، وأن تبذل قصارى جهدكم من أجل توفير وتوصيل الغوث في أقرب فرصة ممكنة، وفق برتوكولات العمل الإنساني.