شهدت مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور السودانية تصاعدًا لحدة الصراع بين ميليشيا الدعم السريع والجيش السوداني منذ مطلع أبريل/ نيسان 2024، ونزحت على إثره آلاف العائلات، وقدرت الأمم المتحدة عدد النازحين في المدينة قرابة النصف مليون منهم حوالي 85 ألف نزحوا منذ أبريل 2024.
اقتحام وحرق القرى
في أبريل 2024 حاصرت ميليشيا الدعم السريع مدينة الفاشر واقتحمت القرى وأحرقتها وفر سكان قرى ريف الفاشر من بيوتهم إلى معسكرات النزوح ولجئ العديد منهم لمعسكر أبو شوك، ورغم أن معسكرات اللاجئين والمنشآت المدنية يمنع القانون الدولي استهدافها إلى أن القوات المتحاربة لم تحترم تلك القوانين.
استُهدف معسكر أبو شوك منذ بداية مايو/أيار عدة مرات بالدانات والقذائف وما أرعب قرابة ربع مليون يسكنون المُعسكر.
أصدرت المنسقية العامة لشئون اللاجئين والنازحين في السودان بيانًا حول الحالة الإنسانية والصحية والأمنية في إقليم دارفور، واصفة إياها بأنها تتدهور يومًيا بعد ازدياد وتيرة العنف في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وخاصة مخيم أبو شوك الذي يحوي حوالي 250 ألف نسمة وأغلبيتهم اضطروا لمغادرة المخيم بسبب إطلاق القذائف بشكل عشوائي ومتعمد من قبل أطراف الحرب والذي أدى الي مقتل وجرح المئات منهم.
الغذاء سلاحًا
بالإضافة للحصار الكامل والمحكم على مدينة الفاشر من قبل أطراف النزاع ويستخدمون الغذاء كسلاح للتجويع ضد النازحين والمواطنين وخاصة مدينة الفاشر والذي يعد جريمة الحرب، كما أن هناك تضييق وتفتيش في البوابات بصورة مخيفة وتوجيه أسئلة باللون والقبيلة عند خروج المواطنين في المدينة إلى مناطق أخرى.
ومن الناحية الإنسانية والصحية فالوضع في الإقليم مروع ومذري جداً يحتاج الى خطوات عملية لإيجاد مخرج وحلول توقف الحرب وتنقذ أرواح ملايين الضحايا في السودان، لا سيما في دارفور ذو الخصوصية وقد عانى من صراع طويل الأمد لأكثر من واحد وعشرين عاماً.
وأصدر فريق غرفة طوارئ معسكر أبو شوك في ولاية شمال دارفور تقريرًا بتاريخ 28 مايو/أيار حول الأوضاع في المعسكر بعد الأحداث التي شهدها من قصف عشوائي واقتحام ميليشيا الدعم السريع.
أجرت الغرفة مسحًا ميدانيًا لـ 20 مراكز إيواء بالمعسكر وتُقدر أعداد الأسر داخل المعسكر حاليا بعدد 594 أسرة، وكان العدد أكبر لكن العديد من الأسر فرت من المعسكر بسبب الوضع الأمني.
أوضاع سيئة
ووصفت الغرفة في تقريرها أن الأوضاع داخل مراكز الإيواء سيئة جدًا وقريبة للكارثية، تتمثل في نقص الغذاء والمياه، ويوجد 6 مراكز إيواء لا توجد بها خزانات أو قرب لحفظ المياه.
وأعربت الغرفة عن قلقها من ازدياد حدة المعارك وعدم ضمان حصول النازحين داخل مراكز الإيواء على أساسيات حياتهم بعد فشل الموسم الزراعي وفقدان عملهم. بالإضافة الى إخلاء عدد 3 مركز (مدارس سلام 4،5 و17) بعد وقوع الدانات العشوائية التي أطلقها الدعم السريع داخل تلك المراكز الأسبوع الماضي وتوزع سكانها إلى بيوت أقاربهم وآخرين إلى مراكز آخري.
وتعاني المراكز من المشكلات التالية: نقص حاد في المياه، وهنالك عطش داخل المراكز بعد توقف المنظمات والجهات التي تقدم الخدمات بعد الأحداث التي شهدتها الولاية الفترة الماضية.