اليوم الدولي للسلام.. استمرار الصراع في الدول العربية يُفاقم أزمة اللاجئين في العالم
تحتفل الأمم المتحدة في 21 سبتمبر/ أيلول من كل عام باليوم الدولي للسلام، ليكون موقفًا لتعزيز مُثل السلام في العالم. ويمثل دعوة للعمل تقر بالمسؤولية الفردية والجماعية عن تعزيز السلام.
في اليوم الدولي للسلام نُسلط الضوء على كيف أن النزاع والصراع في الدول العربية تُفاقم أزمة اللاجئين والنازحين، وسط عدم وجود نوايا حقيقية لإيقاف تلك النزاعات والحروب.
110 ملايين مُهجر قسرًا حول العالم
في يونيو/ حزيران الماضي، قدرت المفوضية السامية لشئون اللاجئين في الأمم المتحدة أعداد اللاجئين والمُهجرين قسرًا حول العالم عام 2022 بحوالي 108 ملايين شخص، فيما قالت إن الصراع الأخير في السودان الذي اندلع في 15 أبريل 2023 تسبب في رفع العدد إلى 10 ملايين شخص ما بين لاجئ ونازح ومُهجر قسرًا.
تلك الأعداد كانت حتى يونيو/ حزيران، لكن وفقًا للإحصائيات الأخيرة من منظمة الهجرة الدولية في أغسطس/ آب 2023 فإن أعداد النازحين والمُهجرين من السودان على إثر الحرب الأخيرة يُقدر بحوالي 8 ملايين إنسان.
السودان هو واحد من 22 دولة عربية تُعاني أغلبها من نزاعات وصراعات داخلية تُسبب نزوح ولجوء للأفراد والمواطنين بداخل تلك الدول ومنها ليبيا والعراق والصومال واليمن وفلسطين وسوريا، والأخيرة هي صاحبة أعلى عدد للاجئين حول العالم.
فعدد اللاجئين السوريين وصل بنهاية عام 2022 إلى حوالي 6.8 ملايين فرد حول العالم، ولكن حوالي نصفهم تستضيفهم تركيا.
الصراع في الدول العربية
تُصنف أزمة اللجوء التي يعيشها العالم في الوقت الحالي بأنها الأكبر بعد أزمة اللجوء التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، وبدأت الأزمة الحالية بحسب عدة منظمات أممية بعد الحرب في سوريا، فوفقًا لمفوضية اللاجئين وصل عدد اللاجئين السوريين حول العالم في عام 2014 لحوالي 1.4 مليون شخص، حتى وصلت في نهاية العام الماضي لما يقرب من 7 ملايين شخص.
ويعيش هؤلاء اللاجئين أوضاعًا صعبة، إذ يضطر الأطفال لترك التعليم والعمل لتوفير النفقات، وتضطر الكثير من العائلات لتزويج البنات مبكرًا، فنحو 90% منهم يعيش في فقر وفقًا للأمم المتحدة.
وتقول الأمم المتحدة “ومع أن أجزاء من سوريا لم تعد خاضعة للقتال النشط، يستمر العنف ضد المدنيين في جميع أنحاء البلاد، من القصف في الشمال الغربي والشمال والشمال الشرقي إلى أعمال القتل المستهدف والاحتجاز غير القانوني والتعذيب. ويعاني السكان من فقر مدقع يصيب السوريين في كل مكان، ولا سيما النازحين داخليًا”.
حذر رئيس المفوضية باولو بينيرو قائلًا “هذه هي الهاوية التي يواجهها الشعب السوري العالق بين الأطراف المتحاربة والذي يتعرض للقمع والاستغلال من قبل الجهات المسلحة في كل مكان”.
ولم يختلف وضع النازحين والمهجرين من السودان عن السوريين، فالأمم المتحدة تُقدر أن نحو 20 مليون شخصًا يعانون من خطر المجاعات خلال الفترة من سبتمبر 2023 وحتى ديسمبر 2023.
كما لاحظت الجهات العاملة في الإغاثة الإنسانية ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة وسوء التغذية بين الأطفال والأمهات. وأعلنت الأمم المتحدة وفاة 1200 طفلًا في مخيمات النزوح.
كما تتوقع اليونيسف أن يكون هناك ارتفاعًا شديدًا هذا العام في وفيات الأطفال حديثي الولادة.