تقارير

اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر.. كيف تستغل الجماعات المسلحة المُهجرين في مناطق النزاع؟

خصصت الأمم المتحدة يوم 30 يوليو من كل عام، ليكون يومًا عالميًا لمكافحة الاتجار بالبشر، ويكون أغلب ضحايا عصابات المُتاجرين بالبشر هم من الأشخاص المستضعفين خاصة المهاجرين غير النظاميين واللاجئين والنازحين داخليًا إثر الصراعات.

 

نسلط الضوء في التقرير التالي على استغلال اللاجئين والنازحين من الجماعات المسلحة في مناطق الصراع داخل الدول العربية.

 

الاتجار بالبشر في مناطق النزاع

في تقرير صادر من مفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، في يوليو 2022، أشار مجموعة من الخبراء الأمميون للمخاطر التي تواجه أولئك الذين تسببت الحرب والصراعات في نزوحهم، مؤكدين أنهم يواجهون مخاطر مرتفعة تتعلق بالاتجار بالبشر خاصة النساء والأطفال.

وتُستغل النساء والفتيات، خاصة المشردات منهن، في استغلالًا جنسيًا، وكثيرا ما يقترن ذلك بأشكال أخرى من الاستغلال، مثل الزواج القسري وزواج الأطفال، والسخرة، والعبودية المنزلية. بحسب ما ذكره تقرير المفوضية.

 

وهو ما أكد عليه تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات، 2018، بأن الأشخاص في مناطق النزاع والصراع أكثر عرضة للاتجار بالبشر.

وذكر التقرير قائلًا “وقد يعاني الناس، خاصة في مناطق النزاع، من التمييز والتهميش على أساس دينهم،

الإثنية أو الآراء السياسية. هذه المجموعات بشكل خاص معرضون لخطر الاتجار بهم”.

وارجع التقرير ذلك الأمر إما لأنهم مستهدفون على وجه التحديد من قبل الجماعات المسلحة، او لتهميشهم.

 

الاتجار بالمُهجرين والمشردين

ترتفع مخاطر الاتجار بالأفراد المهجرين والمشردين قسرًا، وذلك لأن فرص حصول المشردين على التعليم أو الموارد المالية أو فرص توليد الدخل محدودة. ويوفر ذلك بيئة خصبة للمتجرين لكي يعدوا بدروب هجرة آمنة، أو بتوظيف وتعليم أو تدريب على المهارات، ويخدعوهم في أوضاع استغلالية، بحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات في 2016.

 

ذكر التقرير أنه في مناطق النزاع، يعتبر الاتجار بالأشخاص لأغراض الاسترقاق الجنسي، وتجنيد الأطفال في الجماعات المسلحة، والسخرة، واختطاف النساء والفتيات لأغراض الزواج القسري أكثر أشكال الاتجار شيوعا.

وتستخدم الجماعات المسلحة الاتجار كجزء من استراتيجيتها لزيادة قوتها العسكرية ومواردها الاقتصادية، ولكن أيضًا لإبراز صورة عنيفة عن نفسها وبث الخوف في السكان المحليين.

 

وأضاف التقرير أن الأطفال المشردون أو المنفصلون عن أسرهم دون وجود شبكات دعم معرضون بصفة خاصة لأن يصبحوا أهدافا للاتجار.

وأوضح أن انهيار الروابط الاجتماعية وتناقص مستويات النشاط الاقتصادي العادي في حالات النزاع يؤدي إلى إجبار الناس على البحث عن سبل عيش بديلة.

 

المهاجرين في ليبيا وأفغانستان

وثقت الأمم المتحدة أن الأفغان الفارين من مناطق الصراع معرضون لخطر الاتجار بهم على طول رحلاتهم إلى وجهات أكثر أمانًا.

وأظهر استطلاع مؤرخ أن المتجرين خدعوا الضحايا الأفغان بعروض عمل كاذبة لاستغلالهم على طول الطريق أو في المقصد. وأفادت الدراسة أيضا بأن بعض هؤلاء الضحايا قد تم الاتجار بهم لأغراض مختلفة.

أما في ليبيا والتي تعد دولة عبور للمهاجرين، وثقت حالات اتجار بالمهاجرين إلى أوروبا، إذ يقوم الميسرون المحليون في بلدان منشأ المهاجرين بترتيب رحلتهم إلى أوروبا. عندما يصلون إلى شمال إفريقيا، يمكن احتجازهم وبيعهم أو استخدامهم للابتزاز.

أفادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بوجود مراكز يُحتجز فيها مهاجرون ولاجئون. بعض هذه المراكز معترف بها رسميًا من قبل الحكومة ولكن إلى حد ما تحت سيطرة الميليشيات المحلية. وقد تم توثيق أن الميليشيات والمجرمين يجبرون المهاجرين واللاجئين المحتجزين في هذه المراكز على أشكال مختلفة من العمل الجبري.

 

الاستغلال الجنسي

كما تستخدم الجماعات المسلحة العنف الجنسي والاستعباد الجنسي كجزء من عملياتها. في بعض النزاعات، على سبيل المثال، يعد احتمال تلقي «عبيد الجنس» كمكافأة للانضمام إلى الجماعة، وهو جزءً من استراتيجيات الجماعات المسلحة لتجنيد جدد مقاتلين جدد.

وتعد “داعش” هي المثال الأقرب، إذ وثق مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات، حالات اختطاف لنساء من الأيزيديات في العراق، وتم استغلالهم جنسيًا لجلب المزيد من المقاتلين ضمن صفوف المليشيات في تنظيم داعش.

ويذكر مكتب الأمم المتحدة أنه “استُعبد ما يقدر بـ 6383 من اليزيديين – معظمهم من النساء والأطفال – وتم نقلهم إلى سجون داعش ومعسكرات التدريب العسكرية ومنازل المقاتلين في جميع أنحاء سوريا والعراق”.

وبحسب ما نشره المكتب أيضًا فإن “داعش يستخدم النساء والفتيات “كمكافأة على تقديم الخدمات للمجتمع -ويتم تقديم العبيد كتعويض للمقاتلين”.

 

تجنيد الأطفال

تستغل الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة الأطفال للخدمة في صفوفها من خلال تجنديهم ووثقت الأمم المتحدة كيف قامت طالبان ومقاطعة خروسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، في الفترة بين أيلول/سبتمبر 2010 وكانون الأول/ديسمبر 2014، بتجنيد ما يصل إلى 600 طفل للخدمة في صفوفهما.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة للجريمة والمخدرات فإن تجنيد الأطفال يتم من خلال اختطافهم أو تهديد أسرهم، بأنهم في حال تجنيد الأطفال ضمن صفوف الجماعات سيحصلون على الأمان.

وكثيرا ما يحدث تجنيد الأطفال أثناء الهجمات على المدارس. ويتم اختطاف الأطفال ونقلهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الجماعات للتدريب العسكري أو التلقين الديني. يُستغل الأطفال كمقاتلين مسلحين، ويضطر بعضهم أيضا إلى صنع أجهزة متفجرة يدوية الصنع والقيام بهجمات انتحارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى