حذر آدم رجال، الناطق باسم منسقية اللاجئين والنازحين في السودان، من خطورة ما وصلت إليه الأوضاع الإنسانية والصحية في معسكرات النزوح في دارفور، واصفًا بأنها تتدهور وتنهار يوميًا بصورة مخيفة، مع عدم امتلاك القدرة على المساعدة وإنقاذ حياة الأفراد بسبب الوضع الذي وصل إلى مرحلة فظيعة ومرعبة.
ترتفع معدلات الإصابات بسوء التغذية الحاد (السريرية) للأطفال والنساء الحوامل والأمهات، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، وأمراض أخرى مثل الملاريا، والالتهابات، والاسهال، والنزلات، والسحائي، وأمراض خرى لم يتم تشخيصها.
شح في الطعام والمياه
ويصف رجال وضع النازحين في مخيم سورتوني إذ يضطرون لقطع مسافات طويلة وبعيدة تقدر بالكيلومترات للحصول على مياه الشرب، وبعض منهم يشربون مع البهائم أو المواشي سوياً، بالإضافة إلى شح الأكل.
فيما يُعاني نازحي مناطق غرب الفاشر، الذين نزحوا إلى منطقة شقرة يعانون من أوضاع إنسانية قاسية ومزرية، ويحتاجون إلى مساعدات طارئة الأكل ومياه الشرب الذي يقضون فيها أغلب الوقت في المياه أكثر من 7 ساعات للحصول عليها، ومواد الإيواء، والأدوية المنقذة للحياة.
أما النازحين داخل مدينة الفاشر مخيمي أبو شوك وزمزم، فمعاناتهم هي نفس المعاناة مع زيادة وتيرة العنف وقفل الطرق، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلعة المستهلكة وازدادت المعاناة وحالات سوء التغذية الحاد، مخيم أبو شوك هناك حالات الإجهاض للنساء يومياً ما بين 2 إلى 3 حالة، مع شح الأكل.
تدهور الحالة الإنسانية
وفي مخيم كلمة تتدهور وتنهار الحالة الإنسانية يومياً وستخرج من السيطرة، محذرًا من الوصول إلى مرحلة جديدة وهي الموت الجماعي جوعاً أو بالأمراض المعدية النابعة من اكتظاظ الكثافة السكانية، مع عدم وجود الأدوية، وكذا الحال في بقية المخيمات عطاش، السلام، مرشنيج، كأس، جميزا، طور، نيرتتي، الحميدية، خمسة دقائق، رونقتاس، دليج، قارسيلا، بندسي، مكجر، ام دخن، فوربرنقا، كرينك، الميم، كبكابية، سرف عمرة، مخيمات جبل مرة، طويلة، فنقا، سبنقا، دبا نيرة، كتروم، قلول، كالو كتنج، تورانتورا، صابون الفقر، فينا، ليبا، كتور، أضف لذلك المجتمعات المضيفة، الحالة الإنسانية طوارئ.
عرقلة وصول المساعدات
وقال آدم رجال في بيان له “إن المعاناة والمأساة التي وصل إليها النازحين بإقليم دارفور، بلغت الي ذروتها، وأي تأخير يعني فقد مزيد من الأرواح، والجهات الذين يعرقلون ويعترضون وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها لا يشعرون بالظروف المحيطة بنا، وعملية استخدام الغذاء والدواء والمياه كسلاح للتوجيع والموت، هي أسوأ وسيلة من وسائل المواجهة بالسلاح الناري، الذي يستخدمها أطراف الصراع في السودان ضد المجتمعات. حقتهم، يعني جوع كلبك يتبعك، وهي نفس النهج الذي إنتهجته نظام البشير وزمرته، ضد النازحين في دارفور عندما قاموا بطرد المنظمات الإنسانية العاملة في الإقليم عامي 2009م، و2013م وكان عمل جبان، وخلق آنذاك أزمة إنسانية وعدم الثقة منهم الى أن جاء حرب 15 ابريل 2023م، الذي قضي علي كل مناحي الحياة ليكتب في سجلات تاريخ في الأجيال القادمة”.
ختاماً، نقول لا للحرب، لا بد من إيجاد طريقة لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، واللجوء إلى الحوار السوداني السوداني، الذي لا يستثني أحد سوى المؤتمر الوطني وواجهاته الذين خططوا وانشؤا المليشيات المساندة لهم ودمروا الوطن والمواطن بهذه العقلية النمطية السائدة في الإسلام العربي أو بالأحري التنظيمات المتطرفة والتي تعمل بتلاصق تام معهم علي عدم استقرار المجتمع السوداني وازهاق أرواح الآف المواطنين السودانيين في كل أقاليم السودان.