أظهرت صور الأقمار الصناعية تكدس المئات من أتوبيسات وشاحنات الركاب على جانب معبر أرقين البري من ناحية السودان، في انتظار السماح لها بالدخول إلى مصر لنقل السودانيين الفارين من نيران الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان، وتظهر نفس الصور أيضا عشرات الأتوبيسات التي سُمح لها بدخول مصر تتراص على طريق الخروج من المعبر، وفقا لما نشره موقع المنصة.

وأوضح أشرف ميلاد، محامي مهتم بملف اللاجئين السودانيين في مصر، أن السلطات المصرية في معبر أرقين البري تمنح تأشيرات دخول فورية للسودانيين الأطفال ممن يقل عمرهم عن 16 عاما وكبار السن والشيوخ ممن يزيد عمرهم على 50 عاما، في الوقت الذي ترفض فيه دخول باقي أفراد الأسرة من يترواح عمرهم بين 16 و50 عاما، بدون إبداء أسباب واضحة، واصفا ما يحدث بأنه تشتيت للأسر، فكثير من الأسر ترفض ترك أبناءها وباقي أفرادها وسط خطر الاشتباكات المسحلة في السودان.

وأضاف ميلاد، أن السلطات المصرية تسمح فقط بدخول ممن يحملون جوازات سفر سارية لمدة لا تقل عن 6 أشهر، مقابل الحصول على تأشيرة دخول فورية تقدر بـ25 دولارا، متساءلا عن مصير البقية ممن لا يحملون جوازات سفر أو يحملون جوازات منتهية الصلاحية.

وأشار ميلاد إلى تكدس السودانيين بأعداد هائلة على جانب معبر أرقين الدولي من ناحية السودان، وسط ظروف إنسانية حرجة، فبعضهم عالق هناك لأكثر من أسبوع وسط نقص الخدمات من الجانب السوداني، وامتد الأمر إلى نقص في توافر المياه والغذاء، والارتفاع المبالغ فيه في أسعار المواد الغذائية المتوفرة، علاوة على انعدام تواجد الأدوية أو الرعاية الصحية، لافتا إلى تفاقم الأوضاع حال استمرارها على نفس الحال.

من جانبه قال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن أعداد العابرين من الأشقاء السودانيين إلى مصر تجاوزت 14 ألف مواطن، إضافة إلى 2000 أجنبي.

وقد طالب عدد من النشطاء المصريين والسودانيين في مصر، الحكومة المصرية بتفعليل اتفاقية الحريات الأربع، التي وقعتها مصر والسودان، أبريل 2004، وأقرها برلمانا البلدان، والتي تتيح لمواطني كلا البلدين حرية التنقل والإقامة والتملك والعمل لرعايا البلدين، غير أنه لم يتم تطبيقها فعليا حتى اليوم.

وقد تقدم البرلماني مجدى الوليلى، عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، مايو الماضي، بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بشأن تجميد اتفاقية “الحريات الأربع” بين البلدين لأكثر من 18 عامًا، وطالب بتفعيل الاتفاقية، لتحقيق التكامل الاقتصادى والاستراتيجى بين أبناء البلدين ومواجهة التحديات الاقتصادية المشتركة.

وعلق السفير سامح شكري وزير الخارجية المصري، على اتفاقية الحريات الأربع، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التنزاني في القاهرة، يناير 2018، أن مصر والسودان لم يستكملا تنفيذ الاتفاقية، ومصر تتطلع دائما لتعزيز العلاقات مع السودان، بما يحقق رغبة الشعبين بالوصول بهذه العلاقات إلى مستويات من التعاون تخدم مصالح الدولتين.