أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بأن التقديرات تشير إلى أن ربع سكان السودان ما يُمثل حوالي 11.7 مليون شخص – يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي من حزيران/يونيو إلى أيلول/سبتمبر.
وهذا يمثل زيادة قدرها نحو مليوني شخص مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).
الجفاف يزيد انعدام الأمن الغذائي
يُعدّ الاقتصاد الهش ونوبات الجفاف الطويلة، وانخفاض المساحة المزروعة، وعدم انتظام هطول الأمطار من بين الأسباب الجذرية للزيادة في انعدام الأمن الغذائي.
وبحسب أوتشا، يساهم الانتشار المرتفع لسوء التغذية الحاد في السودان في زيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة.
الأطفال والنساء الأكثر معاناة
إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 2.45 مليون طفل دون سن الخامسة، وأكثر من 900 ألف من النساء الحوامل والمرضعات، سيعانون من سوء التغذية الحاد المعتدل.
ومن المتوقع حدوث زيادة أخرى في حالات سوء التغذية الحاد في ظل عوامل متعددة تفاقم هذه الزيادة، تشمل هذه العوامل ارتفاع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية وارتفاع التضخم، والتغطية المحدودة للمياه والصرف الصحي والنظافة والخدمات الصحية.
ويتوقع قطاع التغذية زيادة حالات الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد والتي قد تؤدي إلى الوفاة، ما لم يتم تنفيذ البرامج الوقائية والمبكرة لتحديد وعلاج الأطفال، وتوسيع نطاقها في الوقت المناسب، مع إيلاء اهتمام خاص للسكان الأكثر ضعفا في المناطق الأكثر تضررا.
ويشكل الوضع الإنساني في السودان مصدر قلق كبير، خاصة مع الزيادة في مستويات انعدام الأمن الغذائي ونزوح المزيد من المدنيين ووصول المزيد من اللاجئين من البلدان المجاورة، ولاسيّما جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا.
فقد تم تسجيل ما يقرب من 35 ألف نازح جديد في أيار/مايو وحزيران/يونيو، في جميع أنحاء السودان نتيجة للصراعات المحلية. ويوجد أكثر من 3.1 مليون نازح داخليا في جميع أنحاء السودان، ولاسيما في دارفور والمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق).
أما خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022 فهي ممولة بمقدار 50.09 مليون دولار أقل هذا العام مقارنة بالعام الماضي. وبحلول نهاية تموز/يوليو، تلقت خطة الاستجابة 414.1 مليون دولار من إجمالي الـ 1.94 مليار دولار المطلوبة (تمويل بنسبة 21.4%).