“سنتحرك بدلًا من الدولة”.. مزارع فرنسي يفتح منزله لإيواء المهاجرين
قرر المزارع الفرنسي سيدريك هيرو فتح منزله الواقع في مرتفعات “بريل سور رويا”، على الحدود الفرنسية الإيطالية، أمام المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط إلى إيطاليا ومنها يكملون المسير باتجاه فرنسا أو ألمانيا.
ويقول سيدريك أنه حين سمع ردود الفعل السياسية في التلفاز تجاه المهاجرين الواصلين إلى لامبيدوزا الجزيرة الإيطالية في 11 سبتمبر “قلت لنفسي على أن أفعل شيئًا ما”.
ويعتقد سيدريك أنه سيصل الآلف من المهاجرين، موضحًا أن “المهاجرين يصلون إلى لامبيدوزا، وبعد أن يتم نقلهم إلى البر الإيطالي الرئيسي، يواصلون رحلتهم عبر إيطاليا للذهاب نحو فرنسا وألمانيا. ويمر بعضهم عبر “فينتيميليا” للوصول إلى “مينتون”، بينما يعبر البعض الآخر جبال الألب شمالا ويهبطون في منطقة “رويا”، حيث يعيش.
هذه ليست المرة الأولى لسيدريك التي يفتح فيه باب بيته أمام المهاجرين، قائلًا “سوف نستأنف العمل كما فعلنا في عامي 2016 و2017″، مكملًا أنه في ذلك الوقت كانت أعداد المهاجرين أعلى من الآن بكثير.
ويوضح سيدريك أن المهاجرين سيتم إيوائهم في كبائن خشبية موجودة في العقار، ويمكن استيعاب حوالي 30 شخصًا.
يضيف خلال حديث صحفي مع إحدى الوكالات الإلمانية “نحن لا نستمتع بنصب الخيام في حدائقنا ولكن هناك حاجة للقيام بذلك. هناك وعي. إن الخطاب الحالي مثير للقلق. في الواقع، يتبنى كثير من الناس خطاب جيرالد دارمانان (وزير الداخلية الفرنسي)”.
وكان وزير الداخلية الفرنسي صرح الأسبوع الماضي أنه لن يتم إنشاء مخيم للمهاجرين على الحدود الإيطالية، معلنًا أن “هناك 500 ضابط شرطة ودرك على الحدود الإيطالية. وقررنا تعزيز الحدود. وسيتم إرسال 200 فرد إضافي للسماح لهم بالعمل وإجراء عمليات التفتيش وإعادة المهاجرين”.
فيما يرى سيدريك عكس ذلك، إذ يقول إنه توجد حاجة لفتح منطقة لاستقبال المهاجرين على طريق الهجرة، مضيفًا أنه لا يوجد مركز طوارئ في المنطقة، ولا يوجد غير الأهالي والجمعيات، لذلك “سنتحرك بدلًا من الدولة” وفقًا لتعبيره”.
وأكد على أن العديد من سكان الوادي “يعيشون لحظات صعبة” بسبب عمليات الإرجاع على الحدود وعدم استقبال المهاجرين.
ويتابع “ما نراه في وادي رويا يمكن تلخصيه في وجود الكثير من المهاجرين في الشوارع، مع رغبة السكان في مساعدتهم. وهذه الحقيقة تتجاوز الانقسامات السياسية التي نسمعها على شاشات التلفزيون”.