أخبارحقوقشكاوىمجتمعمنظمات

شبكة حقوقية ترصد جرائم اغتصاب وعنف جنسي في ولاية سنار بالسودان

 

في يوم السبت 29 يونيو، تقدمت مليشيا الدعم السريع في عمق ولاية سنار وسيطرت على مدينة سنجة. ويعد هذا بمثابة الانزلاق الى دائرة عنف جديدة تطال اعداد ضخمة من المواطنات/ين العزل. أدت هذه الاشتباكات ودخول الدعم السريع الى ولاية سنار إلى نزوح الاف المدنيات/ين من أبو حجار والدندر وسنار ومناطق أخرى. يشمل النزوح اضافة الى سكان ولاية سنار اعدادًا هائلة من النازحات/ين داخليًا الذين فروا من مناطق النزاع التي تعرضت للهجوم سابقًا مثل الخرطوم ودارفور ومؤخرا ولاية الجزيرة.

 

وفي بيان للشبكة الاستراتيجية لدعم نساء القرن الأفريقي “صيحة” تواصل السودانيات/ين الفرار من ولاية سنار والمنطقة المحيطة بها صوب القضارف ومدن شرق وشمال السودان التي تعاني من الظروف الإقتصادية الصعبة نسبة لضعف ومحدودية المعونات الانسانية، كما تشير التقارير الى أن كثيرا من المواطنات/ين ما زالوا غير قادرين على القيام بذلك بسبب الحصار المستمر للدعم السريع والعنف الممنهج ضد المدنيات/ين حتى وهم ينشدون الخلاص.

 

تعتبر السيطرة على ولاية سنار تمدد استراتيجي في عمق مناطق النيل الأزرق الحيوية حيث شكلت ولاية سنار مركزاً حيوياً هاما منذ بدء الحرب كطريق بين بورتسودان وبقية أنحاء البلاد. وقد ساهم الطريق في دعم وتوزيع المساعدات الإنسانية ووصول المواد التموينية وسفر المواطنات/ين بشكل امن.

 

عنف جنسي ومفقودين

وقد تلقت شبكة “صيحة” تقارير لجرائم العنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب في مدينتي سنار وسنجة. لا زالنا بصدد الوصول الى الضحايا. كما هو الحال في المناطق السابقة التي بطشت بها مليشيات الدعم السريع، هناك أيضًا عدد مهول من المفقودات/ين والذين تم انتزاعهم من عائلاتهم، وعوائل كاملة في عداد المفقودين، حيث أفادت بعض التقارير ان عدد المفقودات/ين قد بلغ الألف شخص من بينهم 91 طفلًا/ة وان أكثر من خمسة وخمسون ألف مواطنة/ا قد نزحوا إلى مدن شرق وشمال السودان المكتظة بالنازحات/ين.

 

إن أوجه التشابه بين الهجوم على ولاية الجزيرة والهجوم على سنار كبيرة. واستنادًا إلى التجارب السابقة، من المتوقع وجود حالات واسعة للمفقودين والمفقودات، والأشخاص الذين تم انتزاعهم من عائلاتهم. بالإضافة إلى ذلك، نتوقع بأسف شديد حدوث موجة جديدة من ضحايا العنف الجنسي، وقد تتعرض الضحايا السابقات لإصابات نفسية وصدمات مرة أخرى. كما أنه من المحتمل ان يؤدي الهجوم على سنار إلى عودتهن إلى المكان الذي هربن منه في البداية، مما يعيدهن إلى مواقع الحروب والجوع والصراعات والعنف المستمر.

 

تحتاج النساء النازحات من ولاية سنار حاليًا إلى دعم عاجل، بما فيه المساعدات الإنسانية وتخفيف المعاناة والحفاظ على الكرامة الإنسانية. يشمل ذلك الغذاء والماء، حيث تشكل المجاعة تهديدًا كبيرًا. كما يحتاج الآلاف من النازحات/ين إلى إمدادات غذائية وصحية عاجلة، بالإضافة إلى احتياجات صحية خاصة للنساء.

 

وأصدرت شبكة صيحة عدد من التوصيات هي:

  1. التعجيل بتشكيل آليات حماية صارمة تراعي النوع الاجتماعي، وتضمن وصول المساعدات الإنسانية للناجيات/ين والمتضررات/ين من الحرب، وتضمن عدم قمع وإرهاب أصوات ومطالبات النساء والمجتمع المدني.

 

  1. الوقف الفوري للعدائيات تتم مراقبته عن كثب، مع اتخاذ إجراءات عملية في حالة انتهاك وقف العدائيات من قبل آليات دولية وإقليمية، مع ضمان مشاركة المجتمع المدني والنساء في الصفوف الأمامية في العملية السياسية.

 

  1. زيادة الدعم الإنساني وتأمين توفير المساعدات الإنسانية الكافية للمدنيين المتأثرين بالحرب، عن طريق توفير الموارد والبرامج التي تدعم استقرارهم الاقتصادي، بالإضافة إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.

 

  1. التعامل بجدية خلال العمليات السياسية مع قضايا العنف الجنسي وضرورة تناوله في العملية السياسية باعتباره قضية جوهرية بما يضمن للناجيات المحاسبة والعدالة، وجبر الضرر.

 

  1. ضرورة إنشاء محكمة دولية خاصة بالسودان للتعامل مع جرائم الحرب الكبيرة والتطهير العرقي والنهب وانتزاع الممتلكات، مثل المحكمة التي تم تشكيلها في رواندا بسبب الإبادة الجماعية نظرًا للحجم الضخم من جرائم الحرب ضد المدنيين العزل، مع التركيز على جرائم العنف ضد النساء والفتيات.

 

  1. استمرار توفير الدعم لبعثة مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في التحقيق في الوقائع التي وقعت أثناء الحرب.

 

  1. اتخاذ إجراءات دولية لوقف تدفق الأموال غير المشروعة وأنماط الاقتصاد الإجرامي التي تسهم في إثراء المسؤولين عن جرائم الحرب.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى