توافد لاجئون سوريون على المعابر للعودة إلى سوريا من تركيا، ولبنان، والأردن، بعد 14 عامًا من اللجوء والشتات قضاها السوريون في دول الجوار، حيث يعيش وصل عدد اللاجئين السوريين إلى 7 ملايين لاجئ، قرابة 4 ملايين لاجئ متواجدون في تركيا، وتستضيف نحو 1.5 مليون لاجئ سوري 90% منهم يعيشون فقر مدقع بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، فيما يستضيف الأردن حوالي 700 ألف لاجئ سوري.
عودة طوعية
مع سقوط بشار الأسد في صباح الأحد 8 ديسمبر 2024، بدأ السوريين المتواجدين في دول الجوار التوجه إلى المعبر في عودة طوعية إلى بلادهم.
ومن جانبه قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن تسهيل عمليات العودة الطوعية للاجئين السوريين على الأراضي التركية، وفي كلمة ألقاها عقب اجتماعه مع الحكومة، قال “أعتقد أن رياح التغيير القوية التي تهب على سوريا ستعود بالفائدة على كل السوريين، خصوصًا اللاجئين، تزامنًا مع استعادة سوريا استقرارها، ستزيد عمليات العودة الطوعية. سينتهي توق السوريين للعودة إلى بلدهم الأم منذ 13 عامًا”.
كما أشار إلى فتح معبر يايلداغي أو كسب (كما يُطلق عليه في سوريا)، المُغلق من عام 2013.
أقرأ أيضًا|هيومن رايتس ووتش: لا يمكن عودة اللاجئين السوريين قبل أن ينتهي العنف في سوريا
فيما أفادت آية السيد، مراسلة قناة “القاهرة الإخبارية” في عمان، إن هناك أهمية كبرى لمعبري “جابر الحدودي” الفاصل بين الأردن وسوريا من الناحية الأردنية، و”نصيب” من الجهة السورية، حيث يعتبران المعبرين الوحيدين حاليًا اللذين يشهدان حركة للمسافرين والزوار وأيضًا للحركة التجارية.
وأوضحت: “الأردن أصدر قرارًا بالسماح لخروج السوريين واللبنانيين الذين يمتلكون مركبات تحمل لوحات سورية أو لبنانية ودخلوا إلى الأردن خلال الفترات الماضية”.
كما شهد معبر المصنع الحدودي بين سوريا ولبنان زحامًا وحركة لعودة اللاجئين السوريين في لبنان.
التحلي بالصبر
ومن جانبها أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بيانًا حول عزم عدة دول إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا، قالت فيه إن نصيحة مفوضية اللاجئين هي البقاء مركزين على قضية العودة. وسوف يكون الصبر واليقظة ضروريين، على أمل أن تتطور التطورات على الأرض بطريقة إيجابية، مما يسمح بالعودة الطوعية والآمنة والمستدامة في النهاية ــ مع تمكين اللاجئين من اتخاذ قرارات مستنيرة.
وأضافت إن ما إذا كانت الأطراف في سوريا تعطي الأولوية للقانون والنظام سوف يلعب دورا رئيسيا في تلك القرارات. إن الانتقال الذي يحترم حقوق وحياة وتطلعات جميع السوريين ــ بغض النظر عن العرق أو الدين أو المعتقدات السياسية ــ أمر بالغ الأهمية لكي يشعر الناس بالأمان.
وأكدت أنها ستعمل على مراقبة التطورات، والتواصل مع مجتمعات اللاجئين، ودعم الدول في أي عودة طوعية منظمة.
90% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية
وأشارت إلى أن الاحتياجات داخل سوريا لا تزال هائلة. مع البنية التحتية المحطمة وأكثر من 90 في المائة من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية، هناك حاجة إلى مساعدة عاجلة مع اقتراب فصل الشتاء – بما في ذلك المأوى والغذاء والمياه والدفء. تلتزم المفوضية بتقديم هذه المساعدات وتدعو جميع الأطراف إلى تسهيل تقديمها.