“غزة الآن مقبرة لجميع مواطنيها”.. المواطنين في غزة يبحثون على مكان آمن
“غزة الآن مقبرة لجميع مواطنيها. إذا أتيحت لي طريقة أو فرصة فسآخذ عائلتي وأمي وأخواتي وسأغادر مع خارج التفكير مرتين. لا أريد أن أبقى هنا وأتحول إلى حيوان وأتقاتل مع الآخرين للحصول على الماء والطعام”، يحكي رجلًا في غزة يبلغ 34 عامًا متزوج وأب لطفلين، محنته في اتصال مع باحثو هيومان رايتس ووتش
في مقال لـ بيل فريليك، مدير شعبة حقوق اللاجئين والمهاجرين هيومان رايتس ووتش، يتحدث عن وضع 2.3 مليون فلسطيني محاصرين في غزة
ويقول بيل “لقد تم تهجير معظم سكان غزة، وأُمر العديد منهم بإخلاء منطقة واحدة فقط ليتم قصفهم وتجويعهم وإجبارهم على الفرار مرارًا وتكرارًا. ويعيش أكثر من مليون شخص فروا إلى رفح الواقعة في أقصى الحدود الجنوبية لغزة مع مصر في خوف مع اقتراب عملية عسكرية برية إسرائيلية على رفح وإجلاء جماعي آخر يلوح في الأفق”
وأوضح “لقد ظللنا ندعو إسرائيل إلى احترام حق الفلسطينيين في العودة إلى المناطق التي نزحوا منها في غزة، وأيضا حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ما يعرف الآن بإسرائيل. إن أكثر من 80% من سكان غزة هم من اللاجئين، وهم الأشخاص الذين طردوا أو فروا في عام 1948 مما يعرف الآن بإسرائيل وأحفادهم، فيما يسميه الفلسطينيون “النكبة”.
حق العودة
وأشار بيل أن لكل شخص الحق في العودة إلى وطنه، وهو الحق المنصوص عليه في العديد من اتفاقيات حقوق الإنسان، وأكدته قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يعود تاريخها إلى عام 1948. لكن السلطات الإسرائيلية دأبت على حرمان هذا الحق ومنعت اللاجئين الفلسطينيين من العودة. منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، واصلت السلطات الإسرائيلية منع الفلسطينيين في غزة من الفرار إلى إسرائيل المجاورة للبحث عن ملجأ ولو مؤقت هربًا من الأعمال العدائية، في انتهاك للقانون الدولي.
وأضاف “أنه مع غلق حدود مصر المجاورة، ولم يُسمح إلا لعدد قليل نسبيًا من سكان غزة بالدخول إلى مصر عبر معبر رفح، بما في ذلك حاملي جوازات السفر الأجنبية والجرحى ومرافقيهم، وبعضهم ممن دفعوا مبالغ باهظة للفرار عبر مصر. بالإضافة لرفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تدفق موجة من اللاجئين إلى بلاده، خاصة في ظل احتمال أن تمنعهم السلطات الإسرائيلية من العودة، وأعلن رفض مصر الشديد للتهجير القسري للفلسطينيين ونقلهم إلى الأراضي المصريةفي سيناء.” لكن يرى الفلسطينيون في غزة الذين يشعرون أن فرصتهم الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي مغادرة غزة
ينبغي السماح للفلسطينيين في غزة بالبقاء بكرامة في منازلهم وممارسة حق العودة، بحسب بيل
نحن نعيش حياة حيوانية
ومن خلال اتصالات هاتفية متقطعة، تحدث باحثو هيومن رايتس ووتش مع سكان غزة أثناء فرارهم من مكان كئيب إلى آخر. رجل يبلغ من العمر 34 عامًا من مدينة غزة، متزوج وأب لطفلين، يروي لنا محنته. “ما شهده الأطفال في المنطقة الأخيرة، أصابهم بالصدمة والرعب. إنهم يقفزون عند الأصوات الصغيرة الآن. كان من الصعب جدًا بالنسبة لي أن أقوم بنقل عائلتي من المكان الأخير إلى هنا. لقد أغلق الجيش الإسرائيلي معظم المناطق”.
عائلته تفتقر إلى الملابس والأدوية. وتتكون المساعدات الإنسانية حتى الآن من كيسين من الدقيق. وكانوا ينامون على الأرض في خيمة في رفح مع 10 آخرين، ويستخدمون مرحاضًا خارجيًا مشتركًا يخدم حوالي 70-80 شخصًا. وأضاف: “نحن نعيش حياة حيوانية”.
وأكد على أن للفلسطينيين، مثل أي شخص آخر في كل مكان، الحق في العيش بكرامة في منازلهم. ولهم أيضاً الحق في المغادرة حفاظاً على أمنهم والعودة بأمان وكرامة. إن وقف التهجير القسري وغيره من الجرائم الفظيعة هو الأولوية القصوى في هذه اللحظة. ولكن عندما يتم الحرمان من جميع حقوق الإنسان الأخرى، فإن الحق في الفرار هو الخيار الأخير المتبقي. ولا يمكن إغلاق هذا الخيار.