لجنة مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر تستعرض نجاحاتها وآليات موجهة الظاهرة

عقدت اللجنة التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، أمس الجمعة، ندوة لاستعراض جهود اللجنة في مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، وذلك على هامش فعاليات الدورة الـ65 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
عقدت الندوة بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والسفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، والدكتور أحمد سعدة معاون وزير التضامن الاجتماعي للعمل الأهلي، والإعلامية سماح أبو بكر سفيرة الأطفال في المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، والدكتورة بسمة فؤاد مؤسس ورئيس مجلس أمناء جمعية المستقلين الدولية (IOI) ممثلة عن المجتمع المدني، وأدار الندوة الإعلامي الدكتور خالد سعد.

سلطت الندوة الضوء على جهود مكافحة جريمتي تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، وتعزيز الوعي العام بمخاطرهما وسبل الوقاية وآليات الحماية المتوافرة للضحايا الذين يقعون فريسة شبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر. واستعرضت مبادرات الدعم الاقتصادي والاجتماعي والمشروعات التنموية التي تهدف إلى تعزيز الفرص البديلة الآمنة أمام الشباب من تعليم وتدريب وتمويل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وناقشت دور المجتمع المدني في دعم جهود الدولة في مكافحة الجريمتين وتقديم الخدمات للمواطنين في أوضاع هشة، فضلا عن دور الإعلام في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي يتم الترويج لها لتشجيع الشباب على الهجرة غير النظامية.

جبر: أوروبا بحاجة لقوى عاملة

وقالت السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة، إن رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق اعترف بأزمة الهرم السكاني المقلوب في أوروبا، حيث يزداد عدد المسنين عن أعداد المواليد وصغار ومتوسطي السن، وبالتالي ستتشكل أزمة في القوى العاملة داخل أوروبا مستقبلا، وهو ما يجعل الدول الأوروبية بحاجة إلى قوى عاملة خلال السنوات المقبلة.

وأضافت جبر، خلال كلمتها في الندوة، أن الطموح والتطلع لبناء المستقبل شيء محمود، ولكن ينبغي أن يتم ذلك عبر القنوات الصحيحة والمحددة لها من خلال الدولة مثل التنسيق مع وزارتي العمل والخارجية، لافتة إلى أن هناك عدد من الفرص المتاحة للعمل في مصر، وينبغي على الشباب البحث أولاً في مصر قبل الإقدام على الهجرة غير الشرعية، خاصة مع لجوء عدد كبير من الدول الأوروبية والكبرى إلى ترحيل اللاجئين إلى الخارج، وعلى رأسها أمريكا.

أقرأ أيضًا|اللجنة التنسقية لمكافحة الهجرة غير النظامية تُقيم مؤتمرًا للشباب للتوعية بمخاطر الهجرة

فؤاد: نؤهل الشباب لسوق العمل الأوروبي

من جانبها أكدت الدكتورة بسمة فؤاد رئيس مؤسسة المستقلين الدولية، أن رحلات غير النظامية وصلت تكلفتها إلى 400 ألف جنيه يدفعها الراغب في الهجرة إلى السمسار الذي يوفره له مقعد داخل مركب يخوض غمام البحر المتوسط إلى أوروبا، وهي تكلفة باهظة يمكن الاستعاضة عنها بتأسيس مشروع صغير أو متوسط يدر أرباحا معقولة على الراغب في الهجرة، بدلا من إلقاء نفسه وسط أمواج البحر العاتية، لافتة إلى أنهم داخل المؤسسة يعملون في هذا الاتجاه ويدربون الشباب على أساسيات ريادة الأعمال.

وشرحت فؤاد، خلال كلمتها في الندوة، جهود عمل المؤسسة قائلة إنها تدرب الشباب على أساسيات ريادة الأعمال من أجل مساعدتهم وتوجيههم لتأسيس مشروعاتهم الخاصة بدلا عن ركوب البحر، إضافة إلى مساعدتهم في التدريب المهني من أجل رفع كفاءتهم وتأهيلهم لسوق العمل الأوروبي، مشيرة إلى أن المؤسسة تتعاون مع وزارة العمل المصرية لاستغلال 75 مركزا تدريبيا للشباب في شتى المحافظات، وأخيرا تسعى المؤسسة لتدريب الشباب على الأسس الفنية السليمة لمختلف المهن الحرفية.

وأضافت أنه يمكن للشباب المصري أن يسافر للعمل في أوروبا بشكل رسمي وشرعي بعيدا عن الهجرة غير النظامية، مثلما فعل 25 شابا مصريا سيسافرون لبدء العمل في مطار فينيسيا داخل إيطاليا، أبريل المقبل.

وأشارت رئيس مؤسسة المستقلين الدولية، إلى أن وجود تنسيق حالي بين الجهات الحكومية المصرية ونظيراتها الأوروبية من أجل تذليل العقبات ومواجهة البيروقراطية المتجذرة داخل المؤسسات الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بمعادلة الشهادات المصرية ومعايير المهنية الأوروبية، مشيدة بجهود اللجنة التنسيقية ووزارة الخارجية المصرية في هذا الشأن.

ونوهت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، إلى أن جهود اللجنة بمعاونة الوزارات المعنية حققت نجاحات كبيرة، فقد أنشئت مصر آلية مؤسسية قوية تابعة لرئيس الوزراء لمكافحة جرائم الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر، تضم 30 وزارة وهيئة وتستهدف تعزيز الوعي والتدريب، بالإضافة إلى توفير خدمات الحماية للمهاجرين من خلال آليات وطنية فعّالة، وقد أطلقت مصر منذ عام 2019، 11 حملة توعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية و9 حملات لمكافحة الاتجار بالبشر، وعقدت 255 دورة تدريبية استفاد منها أكثر من 7600 من العاملين في هذا المجال.