أخبارتقاريرحقوقمجتمع

نازحون في غزة يشتكون من البرد داخل الخيام

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة 5 أشخاص بردًا في خيام النازحين بغزة منهم 4 أطفال وطبيب، سبق ذلك مناشدة مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة توفير خيام للنازحين، حيث قال المكتب في بيان سابق له، إن قرابة 2 مليون نازح يعيشون في خيام مهترئة.

 

ومع دخول فصل الشتاء، يرتجف الأطفال والكبار داخل الخيام، التي لا تحمي من برد الشتاء ولا من صهد الصيف.

 

أطفال يرتجفون

“كان ابني الصغير يرتجف من البرد طوال الليل”، هكذا وصف النازح الفلسطيني محمود الدقس حالة ابنه الذي كان يجلس إلى جواره داخل خيمة صنعت من مواد بسيطة وبللتها مياه الأمطار في مخيم مؤقت غرب النصيرات وسط قطاع غزة.

 

الخيمة التي يعيش فيها محمود وعائلته تتاخم شاطئ البحر وسط رياح عاتية تكاد تنزع الخيام، وأمطار تتساقط مع دخول فصل الشتاء، وأكوام من القمامة تحيط بهم من كل مكان.

وفي حديث مع أخبار الأمم المتحدة قال محمود: “هطلت أمطار غزيرة الليلة الماضية. صدقوني، بقيت أنا وأولادي مستيقظين طوال الليل ونحن نحمل أوعية لجمع المياه المتسربة إلى الخيمة. لقد ارتجف أصغر أطفالي من البرد، ولم نكن نعرف ماذا نفعل”.

 

وبينما كان يساعد محمود زوجته هنادي في إعداد وجبة طعام بسيطة لأسرته، وصفت زوجته الحال وخصوصا بعد أن أغرقت مياه الأمطار خيمتهم.

 

وقالت هنادي: “نعاني من صوت الكلاب الذي يرعبنا ليلا. وكما ترون خيمتنا مفتوحة من كل مكان وممزقة. ولا يسعني إلا أن أقول إنني أتمنى من أصحاب القلوب الرحيمة أن تنظر إليه بعين الرحمة وأن يمدوا لنا يد المساعدة”.

 

لا أحد يهتم بنا

وفي خيمة مجاورة لا تقل حالها سوءا عن خيمة محمود الدقس، يتقاسم حسن أبو عمرة الخيمة مع أسرته التي تتكون من 15 فردا إضافة إلى اثنين من أقاربه، “والتي لا تزيد مساحتها عن ثلاثة أمتار مربعة”.

 

وقال حسن: “لا أحد يهتم بنا. أبنائي الصغار يموتون من البرد. نحن نغرق في مياه الأمطار. غطاء الخيمة ممزق. نحاول إصلاحه، لكن دون جدوى”.

 

لكن النازحين في تلك الخيام المجاورة لشاطئ البحر في غزة، لا بديل لديهم سوى الاستمرار في إصلاح تلك الخيام المهترئة والممزقة بفعل الرياح ومياه الأمطار والبحر، بما تيسر لهم من مواد.

 

وفي الوقت ذاته، لا يجدون حلا لأكوام القمامة التي تعلو في كل يوم وسط تلك الخيام في ظل استمرار الحرب والأزمة الإنسانية المتفاقمة.

 

بينما أطلق مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في قطاع غزة بسبب قدوم المنخفضات الجوية ودخول فصل الشتاء، بينما يعيش 2 مليون نازح في خيام مهترئة.

 

وذكر المكتب أن أعداد النازحين في تدفق وازدياد يوماً بعد يوم، حيث بلغ عدد النازحين بشكل عام من 1,9 مليون نازح إلى 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزة.

 

وأضاف: أنه يوجد في قطاع غزة 543 مركزاً للإيواء والنُّزوح نتيجة ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جريمة التهجير القسري وهي جريمة ضد الإنسانية من خلال إجبار المواطنين على النزوح الإجباري من منازلهم وأحيائهم السكنية الآمنة وهي جريمة مخالفة للقانون الدولي.

 

وأشار إلى أن نسبة 74 % من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية والتي أفادتنا بوجود 100 ألف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهتراء هذه الخيام تماماً، حيث أنها مصنوعة من الخشب والنايلون والقماش، وهذه الخيام اهترأت مع حرارة الشمس ومع ظروف المناخ في قطاع غزة، وخرجت عن الخدمة بشكل كامل، خاصة بعد مرور 11 شهراً متواصلاً من النزوح وهذه الظروف غير الإنسانية.

 

أقرأ أيضًا|الاحتلال يُمعن في خنق مليوني إنسان في مساحة لا تزيد عن عُشر القطاع

 

كارثة إنسانية

قطاع غزة مُقبل على كارثة إنسانية حقيقية بفعل دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة، وبالتالي سوف يصبح 2 مليون إنسان بلا أي مأوى في فصل الشتاء وسيفترش هؤلاء الأرض وسيلتحفون السماء، وذلك بسبب اهتراء خيام النازحين وخروجها عن الخدمة تماماً، وكذلك بسبب إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وبسبب منع الاحتلال “الإسرائيلي” إدخال قرابة ربع مليون خيمة و”كرفان” إلى قطاع غزة في ظل هذا الواقع المرير.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى