نزوح 280 ألف شخص من شمال غرب سوريا بعد التصعيد الأخير
نزح أكثر من 280 ألف شخص في شمال غرب سوريا في غضون أيام بعد اندلاع العنف المفاجئ وواسع النطاق في تلك المناطق، مما تسبب بما وصفه برنامج الأغذية العالمي بأنه “أزمة فوق أخرى”.
جاء ذلك على لسان سامر عبد الجابر، رئيس دائرة التنسيق في حالات الطوارئ والتحليل الاستراتيجي والدبلوماسية الإنسانية لدى البرنامج، في أعقاب أول مهمة إقليمية مشتركة لمديري الطوارئ التابعين للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى الشرق الأوسط، والتي جرت بين 25 تشرين الثاني/ نوفمبر و1 كانون الأول/ ديسمبر.
وعلى الرغم من عدم قدرة الفريق على الوصول إلى سوريا، تواصل أعضاؤه مع العاملين الإنسانيين هناك من خلال الاجتماعات الافتراضية من عمان. وفي هذا السياق، قال السيد عبد الجابر إن حالة الطوارئ الجديدة والمتسارعة التي تشهدها البلاد تفاقم الوضع الإنساني الرديء بالفعل، خاصة مع حلول فصل الشتاء.
من المرجح نزوح 1.5 مليون شخص
وحذر من أن نحو 1.5 مليون شخص من المرجح أن ينزحوا بسبب التصعيد الأخير إذا استمر الوضع الراهن بالوتيرة نفسها، “وسوف يحتاجون إلى دعمنا”. وأكد أن الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين يعملون “على جانبي خطوط المواجهة ونحاول الوصول إلى المجتمعات أينما كانت احتياجاتها. كما تعمل فرقنا على الأرض لتأمين ممرات آمنة لنقل المساعدات”.
وقال إن الوضع في سوريا “وصل إلى نقطة الانهيار في الوقت الحالي، فبعد 13 أو 14 عاما من الصراع، يعاني أكثر من ثلاثة ملايين سوري من انعدام الأمن الغذائي الشديد ولا يستطيعون تحمل تكاليف الغذاء الكافي”، مضيفا أن حوالي 12.9 مليون شخص في سوريا كانوا بحاجة إلى مساعدات غذائية حتى قبل الأزمة الأخيرة.
وقال عبد الجابر إنه على الرغم من الحاجة الواضحة لمزيد من الدعم، فإن التمويل الدولي لخطة الاستجابة الإنسانية في سوريا البالغة 4.1 مليار دولار “يواجه أكبر عجز على الإطلاق“، حيث تم استلام أقل من ثلث المبلغ المطلوب لعام 2024 مع قدوم نهاية العام.
أقرأ أيضًا|125 ضربة جوية ونزوح 14 ألف شخص من شمال غرب سوريا خلال 3 أيام
ومع استمرار تدفق المساعدات من تركيا عبر ثلاثة معابر حدودية إلى شمال غربي البلاد، وقال إن برنامج الأغذية العالمي فتح مطابخ مجتمعية في حلب وحماة – التي سيطر عليها مقاتلو هيئة تحرير الشام بحسب الأنباء الواردة.
لبنان: النازحون يسارعون في العودة رغم المخاطر
هذا وقد أعربت إيديم ووسورنو، مديرة قسم العمليات والدعوة لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن مخاوفها العميقة بشأن سلامة أكثر من 600 ألف شخص بدأوا في العودة إلى منازلهم المدمرة في لبنان، بعدما دخل وقف إطلاق النار في البلاد حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وفي حديثها للصحفيين في جنيف اليوم الجمعة، سلطت الضوء على المخاطر المحتملة جراء انتشار الذخائر غير المنفجرة في البلدات والمدن التي يعودون إليها، قائلة: “أنا متأكدة من أنهم بدأوا يستقرون، المشكلة هي ما سيجدونه عندما يعودون إلى ديارهم”.
وطلبت من العاملين في مجال مكافحة الألغام وغيرهم دعم الحكومة اللبنانية في أنشطة إزالة الألغام لحماية الأشخاص الذين عادوا أو يريدون العودة إلى ديارهم، وخاصة المزارعين “الذين يحاولون إنقاذ ما تبقى من محصول الزيتون“.
وقالت ووسورنو، التي تترأس مجموعة مديري الطوارئ، إن المتضررين من الحرب بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله “عادوا إلى ديارهم أسرع مما غادروا بسبب الصراع”. وأكدت أن السلطات اللبنانية والعاملين في المجال الإنساني يفعلون كل ما بوسعهم لإعادة ترشيد الاستجابة الإنسانية إلى المناطق التي يعود إليها النازحون، مشددة على ضرورة إبقاء الوضع في لبنان في “مركز الاهتمام الدولي“.
ومن بين المحتاجين في لبنان اليوم العديد من اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب في بلدهم، وتم تهجيرهم عدة مرات منذ وصولهم. وقالت إيزابيل غوميز، رئيسة إدارة الكوارث العالمية في منظمة الرؤية العالمية غير الحكومية إن فريق التقييم المشترك التقى بعدد من المراهقات السوريات في محافظة زحلة اللواتي عشن هذه التجربة، ومن بينهن أم كانت حاملا في شهرها التاسع عندما اندلعت الحرب الأخيرة واضطرت أن تمشي “لكيلومترات وكيلومترات وكيلومترات“.
وأكدت الشابة السورية للفريق أن طفلها البلغ من العمر شهرين لم يتلق أي لقاحات منذ ولادته. وشددت السيدة غوميز على أهمية مواصلة الاستجابات الشاملة في لبنان التي تتضمن جميع السكان المحتاجين، بما في ذلك المهاجرون واللاجئون.