يواجه ما لا يقل عن 5 ملايين طفل في دارفور حرمانًا شديدًا من حقوقهم ومخاطر الحماية بسبب الصراع المستمر، وتصاعد الأزمة الإنسانية على مدار السبعة أشهر الماضية، منذ بدء الصراع في 15 أبريل 2023.
منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل، تم الإبلاغ عن أكثر من 3130 ادعاءً بانتهاكات خطيرة لحقوق الطفل في البلاد، وتحمل إقليم دارفور نصف الحالات على الأقل، وفقًا ليونيسف، وهو الأمر الذي وصفته بأنه مجرد غيض من فيض، مع نقص حاد في الإبلاغ بسبب انقطاع الاتصالات وعدم الوصول.
وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية ليونيسف “لقد أصبح السودان – ودارفور على وجه الخصوص – جحيمًا حيًا لملايين الأطفال، حيث تم استهداف الآلاف عرقيًا وقتلهم وإصابتهم وإساءة معاملتهم واستغلالهم”.
وأضافت “لا يزال الأطفال يعانون من عنف جديد، بينما لا يزال آباؤهم وأجدادهم يعانون من ندوب دورات العنف السابقة. لا يمكننا السماح بحدوث ذلك مرة أخرى. ويجب على جميع أطراف الصراع التمسك بالقانون الدولي وحماية الأطفال والمدنيين. الأطفال بحاجة إلى السلام”.
ويمثل عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل المبلغ عنها في دارفور ارتفاعا بنسبة 550 % مقارنة بالعدد الذي تم التحقق منه في عام 2022 بأكمله.
ومن بين جميع حوادث القتل والتشويه المبلغ عنها في جميع أنحاء السودان، فإن 51 % منها تتعلق بأطفال في دارفور. وبالإضافة إلى ذلك، فإن 48 % من مجموع حالات العنف الجنسي المبلغ عنها في السودان تحدث في دارفور.
ولا تزال اليونيسيف تتلقى تقارير مقلقة عن تجنيد الأطفال واستخدامهم.
بالإضافة إلى مستويات العنف المتعددة، يعاني أكثر من 1,2 مليون طفل دون سن الخامسة في ولايات دارفور من سوء التغذية الحاد، ويواجه 218 ألف منهم سوء التغذية الحاد الشديد، وهو أكثر أشكاله فتكًا. بدون العلاج العاجل والخدمات المنقذة للحياة، فإنهم معرضون لخطر الموت.
كما أدى تصاعد القتال مؤخرًا إلى نزوح كبير في المنطقة، حيث يوجد 1.7 مليون مشرد داخليًا جديدًا في دارفور، أي ما يقرب من 40٪ من إجمالي عدد الحالات في البلاد. ما يقرب من نصفهم من الأطفال.
يواجه الأطفال المشردون مخاطر متزايدة للإيذاء والعنف والاستغلال والانفصال عن مقدمي الرعاية.
انهارت الخدمات الحيوية في دارفور، بما في ذلك الرعاية الصحية والحماية، بسبب إعاقة الوصول والنهب ونقص الموارد المالية، مما زاد من تفاقمها بسبب الهجمات على عمال الخطوط الأمامية. لم يتم دفع رواتب الممرضات والمعلمين والأطباء والأخصائيين الاجتماعيين منذ شهور، وتضررت البنية التحتية الحيوية، مثل أنظمة المياه والصرف الصحي والمستشفيات، أو استنفدت.
وسط الصراع المستمر، الذي يمتد إلى ما هو أبعد من الدمار الفوري والخسائر في الأرواح، يتعرض جيل من الأطفال في دارفور لخطر فقدان حقهم في التعليم، مع إغلاق جميع المدارس الرسمية في المنطقة البالغ عددها 4000 تقريبًا.
