باحث في شئون الهجرة: ينبغي توفير ممرات آمنة للسودانيين
كشف نور خليل باحث متخصص في سياسات الهجرة واللجوء، أن السودانيين الذين عبروا من الجانب السوداني إلى مصر، دخلوا بجوازات سفر سارية لمدة أكثر من 6 شهور، كما يدفعون رسوم عبور، ويحصلون على ختم دخول.
وأضاف أنهم ينتظرون عشرات الساعات للعبور، دون وجود أي دعم حتى اللحظة من الجانب السوداني قبل العبور للجانب المصري، وذلك نتيجة لتحرك عدد كبير طالبين العبور في التوقيت ذاته، مع انعدام وجود تنسيق حكومي أو إغاثي أو أممي لأيام.
وذكر نور، أن عدد السودانيين العابرين من السودان لمصر بلغ 14 ألف سوداني، بحسب آخر بيان لوزارة الخارجية المصرية.
وأوضح أن عبور عشرات أو مئات الآلاف من الأشخاص بين مصر والسودان من خلال المعابر هو أمر طبيعي للغاية مع عمق العلاقات الإنسانية بين البلدين، ووجود قوانين بين البلدين تنظم عملية التنقل والعبور، كما أن هناك سودانيين لديهم عمل ودراسة ومواعيد أطباء في مصر، ويمتلك عدد منهم بيوت، ومن الطبيعي عند اشتعال صراع أن يتحركوا باتجاه مكان آمن، وحدوث الزحام، لكن من غير الطبيعي وجود صدمات على مستويات كثيرة من حدوث ذلك.
كما أشار إلى أنه إذا وضعنا سعر الرحلة من الخرطوم للقاهرة في الحسبان، سيكون الأشخاص الذين تحركوا حتى الآن ودخلوا مصر، قادرين على تغطية مصاريفهم، والعديد منهم عند وصوله أسوان أجر فنادق أو تحركوا لعائلاتهم في القاهرة، فمنهم أناس عاشوا لسنوات في مصر والبعض منهم ولد على أرضها.
وقال، الباحث في شئون الهجرة واللجوء، إن الخوف الأكبر على حياة السودانيين الذين لا يمتلكون جوازات سفر، أو فقدوها خلال النزوح القسري المفاجئ، ويشمل القلق أيضًا اللاجئين من دول أخرى والموجودن في السودان حاليًا، وحتى الآن يتحرك البعض منهم لمناطق آمنة لحد ما داخل السودان، في ظل كارثة إنسانية بما تحمله الكلمة من معاني على مستوى النفاذ للطعام والمياه والخدمات الأساسية ووضع النظام الصحي المنعدم.
وأضاف أن الحديث يدور الآن، حال استمرار الصراع، عن تسهيل العبور وتأمين حياة الأشخاص في المعابر الحدودية والتي تعاني من التكدس، والبدء في تجهيز خطة طوارئ لاستقبال ملتمسي لجوء وتسجيلهم إذا حدث نزوح لملتمسي لجوء سواء سودانيين أو غير سودانيين، وخطة إغاثة عاجلة للاجئين وملتمسي اللجوء الموجودون داخل السودان، وتأمين ممرات آمنة للكل، والضغط لوجود مناطق هادئة وخالية من الصراع جوا السودان، تسهيل دخول المساعدات من الدول المجاورة والمنظمات الدولية بدون اعتداء من أطراف الصراع، وهي مسؤلية دولية، ومسؤولية الدول المجاورة للسودان. موضحًا دون ذلك ستكبر الكارثة الواقعة في السودان، والتي نرتبط بها بأبعاد مختلفة كدولة مجاورة شقيقة، ويكون ذلك الآن أكبر وأعمق.