اللاجئين في السودان.. الحرب تخلق حركات نزوح جديدة| بيانات
لطالما كانت السودان ملجأ لكثير من اللاجئين وطالبي اللجوء، القادمين من دول الجوار السوداني على إثر حروب ونزاعات تشهدها بلادهم، لكن الحرب الأخيرة التي اندلعت في 15 أبريل 2023، تسببت في موجات فرار وهجرة لأبناء السودان ونزوح داخلي لمناطق أكثر أمانًا داخل البلد ذاته.
أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين تقريرًا جديدًا عن أوضاع ونسب اللاجئين وطالبي اللجوء في السودان قبل الحرب وبعدها.. في التقرير التالي، نستعرض تلك الأرقام الصادرة عن المفوضية:
مليون لاجئ في السودان
يعيش في السودان حوالي مليون و144 ألف و675 لاجئ وطالب لجوء، وذلك حتى 31 مارس 2023، أي قبل اندلاع الحرب بين قوات الجيش السوداني وميليشيا التدخل السريع.
ويتوزع هؤلاء اللاجئين وطالبي اللجوء على ولايات ومحافظات السودان، كانت الخرطوم تستضيف النسبة الأكبر منهم، ويقدر عددهم حوالي 308 ألف و955 لاجئ، والجنسية الأكثر تواجدًا هي جنوب السودان، وهي الدولة التي تتشارك الحدود الجنوبية للسودان.
كان يعيش حوالي 59% من هؤلاء اللاجئين خارج المخيمات، أي في المدن وبين السكان وحوالي 41% منهم داخل المخيمات المخصصة للإقامة لهم والتي عادة تقيمها الدولة بالتعاون مع مفوضية اللاجئين.
يشكل الرجال النسبة الأكبر من اللاجئين في السودان حتى 31 مارس 2023، وذلك بنسبة 53% وهي نسبة تضم الذكور من الأولاد أيضًا، فيما شكلت نسبة النساء حوالي 47% من إجمالي اللاجئين المسجلين في السودان.
اللاجئين بعد الحرب
اندلعت الحرب في العاصمة الخرطوم، وهي العاصمة التي تضم العدد الأكبر من اللاجئين قبل الحرب، ما أدى لنزوح هؤلاء اللاجئين لمحافظات وولايات أخرى في الداخل السوداني، لتستضيف ولاية النيل الأبيض النسبة الأكبر من اللاجئين النازحين.
نزح حوالي 187 ألف و999 لاجئ بعد الحرب، أي في الفترة من 15 أبريل وحتى 31 يوليو، بحسب التقرير الصادر عن مفوضية اللاجئين.
وشكل الأطفال العدد الأكبر من النازحين بما يُقدر بحوالي 68% من إجمالي اللاجئين الذين اضطروا للنزوح في أعقاب الحرب.
ويعاني الأطفال على إثر الحرب من مشكلات عدة، ذكرتها المفوضية في تقرير سابق لها، فحوالي 57% من الأطفال في السودان كانوا من الفئات الأكثر احتياجًا قبل اندلاع الصراع، وزاد وضعهم سوءً بسبب الصراع المستمر بين القوتين المنتحرتين.
ويواجه الأطفال في السودان انتهاكات جسيمة منها القتل والتشويه والتجنيد في القوات المسلحة. ويؤثر تعطيل النظم الوطنية لرعاية الطفل بشكل خاص على الأطفال الذين كانوا بالفعل غير مصحوبين أو يعيشون في رعاية مؤسسية.
وتزداد المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في ظروف الصراع والحرب، في ظل الوضع الاجتماعي – الاقتصادي المضطرب حاليا، يتزايد خطر إهمال الأطفال واستغلالهم. والأطفال المحرومون من الاهتمام والرعاية الأسرية، هم أكثر عرضة لخطر التحريض على العمل القسري، والتجنيد في الجماعات المسلحة وحتى الاتجار بهم، لا سيما في شرق السودان.
وفي مخيمات شرق البلاد، تزدحم مراكز الاستقبال والملاجئ المؤقتة، ورغم الجهود المبذولة، تفتقر إلى الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الخاصة للأطفال، ولا سيما الأطفال غير المصحوبين.