وفاة مهاجرة داخل مركز احتجاز في ليبيا بعد إصابتها بالسل
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقطع فيديو يُظهر موت سيدة مهاجرة من الصومال داخل إحدى مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا.
وصل الفيديو إلى الجارديان عبر مجموعة من المهاجرين الواصلين إلى تونس من ليبيا، ويوضح أوضاع المحتجزين داخل مركز أبو سليم لاحتجاز المهاجرين في ليبيا.
نحن في سجن
يظهر في مقطع الفيديو صوتًا لواحدة من المهاجرات تقول فيه “نحن داخل مركز أبوسليم.. نحن في سجن.. أرجوكم أنقذونا”.
وتتكدس المئات من النساء داخل المركز، وهن مهاجرات محتجزات، معظمهم من دول أفريقية، بحسب مقطع الفيديو الذي نشرته الجارديان.
ويختتم المقطع الذي تبلغ مدته 30 ثانية بصورة امرأة تعاني من سوء التغذية تبدو ميتة على الأرض، عارية، وعيناها مفتوحتان. تقول المرأة النيجيرية: “هذه المرأة ماتت”. “ماتت هذا الصباح”.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود ومصدر في الأمم المتحدة صحة الفيديو وقالت إنه تم تصويره في أبو سليم، بحسب ما نشرته الجارديان.
وقال المصدر الأممي إن المرأة في الفيديو، التي يعتقد أنها من الصومال، ربما توفيت بسبب السل. أصيب العشرات من طالبي اللجوء المحتجزين في أبو سليم بالمرض، حيث أفاد عمال الإغاثة أنهم يقبعون في غرف مزدحمة مليئة بالمراتب ويفتقرون إلى الرعاية الطبية.
وقالت منظمة اللاجئين في ليبيا، التي يديرها لاجئون وطالبو لجوء، إنها تحقق في القضية. وقال متحدث باسم الشركة “نحاول معرفة من هذه المرأة”. “بالطبع هناك دائما تحديات في جمع المعلومات المتعلقة بالوفيات والتعذيب في ليبيا. يتردد الضحايا وشهود العيان في سرد هذه القصص ويتطلب الأمر اهتمامًا خاصًا لكسب دعمهم”.
أوضاع المهاجرين داخل مراكز الاحتجاز في ليبيا
تتبع مراكز الاحتجاز في طرابلس جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية، وهو الكيان الرسمي المسئول عن مراكز الاحتجاز في ليبيا، لكن أشارت تقارير عدة لمنظمات أممية وحقوقية منها مفوضية اللاجئين لوجود اتفاقات بين المهربين والمتاجرين بالمهاجرين وسلطة في طرابلس، وأن بعض المراكز غير الرسمية للاحتجاز تابعة بالأساس لمهربين.
يعد احتجاز المهاجرين في ليبيا غير قانوني، كونه لا يستند إلى القضاء ولا يحدد مدة معينة للحبس والاحتجاز، ويستند في ذلك لقوانين صادرة منذ حكم الرئيس معمر القذافي.
ذكرت منظمة العفو الدولية، أن المئات من المهاجرين في ليبيا تعرضوا للاختفاء القسري بعد ما احتجزهم داخل مراكز احتجاز غير رسمية منها مصنعًا للتبغ، تم تحويله ليكون مقر احتجاز.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود أنه ما بين عشية وضحاها تستولى الميليشيات على أماكن وتحولها مقار للاحتجاز وتتغير آلية الاحتجاز بداخله على حسب الإدارة المسئولة عنه، وقد تُمنع المنظمات الأممية من تقديم المساعدات اللازمة.
لا يواجه المهاجرون في ليبيا خطر الاحتجاز فقط لكن يتعرضون أيضًا للاختطاف من الميليشيات والجماعات المسلحة، ويتعرضون للضرب والتعذيب والاغتصاب، حتى تدفع أسرهم فدية لتأمين إطلاق سراحهم. ويموت آخرون في الحجز نتيجة للعنف أو التعذيب أو الجوع أو الإهمال الطبي.