شاركت منظمة Help Age (منظمة عالمية غير ربحية تعمل على تحسين حياة كبار السن حول العالم)، تجربة أحد أعضائها والذي يعيش تحت القصف، ويصف الأوضاع داخل قطاع غزة، وكيف يعيش كبار السن حياتهم.
الدكتور محمد إيلا، البالغ من العمر 55 عامًا والمقيم في مخيم جباليا للاجئين في غزة حيث يعمل في منظمة فلسطينية غير حكومية، جزور للصحة والتنمية الاجتماعية – عضو في شبكة HelpAge العالمية – يشارك خبرته وتجربة زملائه في الصراع الحالي.
يقول محمد كان لتصاعد العنف في غزة وإسرائيل مؤخرًا تأثير عميق ومتعدد الأوجه علي شخصيًا، وعملي، وموظفيي، والمنظمة التي أعمل بها، جذور للصحة والتنمية الاجتماعية.
ويصف الوضع قائلًا “كانت الضربات الجوية الإسرائيلية بلا هوادة – غالبًا ما تضرب المناطق السكنية في جوف الليل بينما ينام الناس في منازلهم – وأسفرت عن عدد مذهل من الضحايا، مع تركيز مفجع على الأطفال وكبار السن. المستشفيات المحلية غارقة في الجرحى والمتوفين، وهم يكافحون للتعامل مع الحجم الهائل للأحداث التي تتكشف”.
ويضيف لقد تركني التهديد المستمر بالغارات الجوية وانعدام الأمن السائد، إلى جانب العديد من الآخرين، أعيش في خوف وقلق. لقد تعطلت حياتنا اليومية، حيث أصبحت الروتين والأنشطة الأساسية التي اعتبرناها ذات يوم أمرًا مفروغًا منه الآن ذكرى بعيدة. لقد أثر التوتر والصدمات الناجمة عن العنف على الصحة العقلية والعاطفية للجميع.
اضطر الدكتور محمد للانتقال إلى أكثر من مكان هربًا من القصف، وكان للنزوح العديد من التحديات الخاصة به حسب قوله، إذ أصبح الوصول إلى المكاتب للعمل شبه مستحيل، ولا يمكن سوى لسيارات الإسعاف والمركبات من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة المختارة استخدام الطرق.
كما عطل العدوان الإسرائيلي بشدة حياتنا المهنية وجعل العنف من الصعب للغاية تنفيذ مهمتنا بشكل فعال واضطررنا إلى تعليق عملياتنا لدعم صحة ورفاهية الناس في غزة. أصبح ضمان السلامة وتوفير الدعم اللازم لموظفينا أولوية قصوى، بحسب ما شاركه محمد، مع منظمة Help Age.
ويتسم الواقع اليومي للحياة في غزة بمعاناة ومأساة شديدتين. يمتد هذا إلى ما هو أبعد من الخسائر في الأرواح حيث يتفاقم البؤس بسبب تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الطرق والمدارس والمستشفيات.
إن التهديد المستمر بالضربات الجوية وفقدان أفراد الأسرة يتسبب في خسائر نفسية فادحة لشعب غزة، حيث يعاني الأطفال وكبار السن من أشد الصدمات والخوف، بحسب التقرير.
كبار السن في غزة
يوضح الدكتور محمد إيلا “كان للعنف تأثير عميق ومدمر على كبار السن في غزة. فقد العديد من كبار السن حياتهم في الغارات الجوية، بينما ظل بعضهم مدفونًا تحت أنقاض منازلهم، مما جعل من الصعب الوصول إليهم وإنقاذهم”.
وبالنسبة للأفراد الأكبر سنا الذين نجوا وشردهم الصراع، فإن ظروفهم المعيشية ليست أقل من كونها بائسة. لقد لجأوا إلى المدارس وساحات المستشفيات، حيث يواجهون تحديات رهيبة ويكافحون لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل الطعام والمياه النظيفة والأدوية الأساسية.
لقد تركت فوضى النزوح لهم الحد الأدنى من الموارد والراحة. أجبرهم الكثيرون على ترك أجهزتهم المساعدة، مثل عصي المشي والكراسي المتحركة والأدوية المهمة والممتلكات الشخصية. إنهم مجبرون على النوم على أرض لا ترحم، مما يزيد من تفاقم معاناتهم الجسدية، بحسب الدكتور محمد إيلا.
بالنسبة لكبار السن الذين اختاروا البقاء في منازلهم، فإنهم يواجهون أيضًا صعوبات شديدة. أدى العنف المستمر إلى تعطيل نظام الرعاية الصحية، مما جعل من الصعب عليهم بشكل متزايد الوصول إلى الأدوية الأساسية والرعاية الطبية التي يحتاجون إليها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخوف والقلق المستمر الناجم عن الضربات الجوية التي لا هوادة فيها قد أثر بشكل كبير على صحتهم العقلية والعاطفية. إنهم يعيشون في مأساة وغير مطمئنين إلى مستقبلهم وأمنهم.
ويقول محمد إن “المساعدة الإنسانية الفورية هي مسألة حياة أو موت في كثير من الحالات. ونحن بحاجة ماسة إلى أحكام بالغة الأهمية ضرورية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وتوفير مستوى معيشة أساسي للسكان المتضررين. والجهود المنسقة والدعم من المجتمع الدولي أمران حاسمان لتلبية هذه الاحتياجات العاجلة وضمان رفاه أولئك الذين يقعون في شرك هذا الصراع”.
ويضيف الحاجة الفورية هي توفير إمدادات قوية من الأدوية لدعم مرافق الرعاية الصحية، وخاصة المستشفيات، التي تغمرها الخسائر الناجمة عن العدوان المستمر. وهذا لا يشمل فقط الإمدادات الطبية العامة، ولكن أيضًا الأدوية المحددة المطلوبة لعلاج الإصابات والأمراض التي نتجت عن الصراع.