المفوض العام للأونروا: لا مكان آمن في غزة
أصدر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إحاطة إعلامية حول الأوضاع في غزة ورفح، قائلًا: الوضع في رفح، مقلق للغاية، وكما تعلمون، فإن الناس قلقون وخائفون من عملية عسكرية محتملة واسعة النطاق.
لا مكان آمن في غزة
وأوضح وإذا ما حدثت هذه العملية العسكرية، فإن السؤال هو: “أين سيذهب المدنيون؟” لم يعد هناك مكان آمن على الإطلاق في رفح. والخوف هو أن عدد القتلى والجرحى قد يزداد مرة أخرى بشكل كبير في صراع.
وأضاف إن هذا يعني أنه في غضون أربعة أشهر، [إذا] تم الطلب من 5% من السكان – وما زلنا نتحدث عن أكبر هجوم عسكري في وسط بحر من النازحين – أن ينتقلوا، فإن السؤال هو: “إلى أين؟” إذا كنت في رفح، من الحدود إلى بيت لاهيا، التي تمتد على مسافة 20 كيلومترا، فإنك لا ترى سوى [ملاجئ] بلاستيكية مؤقتة يعيش فيها مئات الآلاف من الناس بالفعل.
وتكلم لازاريني عن اتهام 12 من موظفي الأونروا في الضلوع والمشاركة في طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قائلًا بدأنا تحقيقا. وكنت أدعو إلى التعاون في هذا التحقيق وأذكر بأنه من الأهمية بمكان أن تتعاون حكومة إسرائيل أيضا حتى يكون لدينا أكثر من الادعاءات التي قامت بمشاركتها معي.
كما كلف الأمين العام أيضا بإجراء مراجعة لجميع نظم إدارة المخاطر في المنظمة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بقضايا الحيادية.
وذكر إن كل هذه الادعاءات حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وحول النفق، وحول الأسلحة، والانتماء السياسي – كل هذا يحتاج إلى مراجعة لمعرفة مدى استباقية الوكالة في منعها، أولا، ولكن [أيضا] بمجرد حدوث ادعاء، كيف نرد على هذا؟
لذلك، فإننا نتوقع إجراء هذه المراجعة خلال الشهرين المقبلين. وهي ستبدأ من الغد، ونحن كوكالة، لا نزال ملتزمين بتنفيذ توصياته.
مجلس تحقيق
وأضاف أنه أخبر الدول الأعضاء أيضا أنه بمجرد انتهاء الحرب، فإننا بحاجة إلى مجلس تحقيق. نحن بحاجة إلى النظر في جميع الحالات التي تم فيها عدم احترام مباني الأمم المتحدة بشكل صارخ. ومنذ بداية الحرب، أصيبت أكثر من 150 منشأة تابعة لنا. نحن نعلم أن بعض المنشآت قد دمرت بالكامل. لقد قتل مئات الأشخاص، وجرح الآلاف، وكل هذا يحتاج إلى تحقيق مستقل، إلى جانب الادعاء بوجود نفق.
وتحدثت أيضا مع الدول الأعضاء حول كل هذه الدعوات الرامية لتفكيك الأونروا وإنهائها.
وحذر من التأثير قائلا: إن هذه الدعوات قصيرة النظر. إن التأثير لا يقتصر على المدى القصير فقط. ولا يقتصر الأمر على إضعاف قدرتنا الجماعية على الاستجابة للأزمة الإنسانية في وقت ما، كما أريد أن أذكر أيضا، أنه عندما طلبت محكمة العدل الدولية توسيع نطاق هذه الاستجابة؛ فإن هناك دعوات ايضا لإضعافها في نفس الوقت.
صدمات عميقة
لكن التأثير الحقيقي ليس الآن فقط. إنه أيضا خلال ما يمكن أن أصفه بأنه “المرحلة الانتقالية” – تلك الأيام الطويلة بين نهاية الأعمال العدائية العسكرية النشطة واليوم التالي، عندما تكون هناك، على الطاولة، حزمة سياسية قوية. ونعلم جميعا أن هذه الفترة يمكن أن تكون مؤلمة للغاية. يمكن أن تكون فترة من البؤس. إنها فترة لا يستثمر فيها أحد حقا في قطاع غزة.
ولكن في الوقت نفسه، لدينا نصف مليون فتاة وصبي يعانون من صدمات عميقة ونحن بحاجة ماسة إلى إعادتهم إلى نظام التعليم.
إن هذا لن توفره إدارة محلية ناشئة. لا توجد على الإطلاق أي وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة أو منظمات غير حكومية دولية تم تكليفها على مدى العقدين الماضيين بتقديم خدمات شبيهة بالحكومة مثل التعليم لمئات الآلاف من الأطفال.
وإذا ما أردنا أن نعطي فرصة لنجاح أي فترة انتقالية مستقبلية، فإننا بحاجة أيضا إلى التأكد من أن المجتمع الدولي لديه الأدوات، وإحدى هذه الأدوات هي الأونروا.
وختم حديثه قائلًا: نحن وكالة مؤقتة استمرت للأسف لمدة 75 عاما لأنه لم يكن هناك أي حل سياسي. ربما بعد هذه الكارثة التي ضربت المنطقة في غزة، قد يكون الوقت قد حان الآن لإيجاد حل سياسي بشكل عام، وستكون كارثة إذا تخلصنا قبل ذلك مباشرة من تفويض ووكالة مثل الأونروا.