“لم يعد هناك شيء في غزة” الأطفال لا يجدون الطعام ويعانون سوء التغذية
“إنه لم يعد هناك شيء في غزة من مقومات الحياة البسيطة، لا توجد خضروات ولا لحوم ولا فواكه.. لقد حرم ابني من تلك الأشياء فأصبح جسمه هزيلا وضَعُف كثيرا وأصيب بالجفاف. كما أنه مصاب بالتليف الكيسي في صدره، مما أثر على حالته الصحية”، تقول شيماء المنط عن ابنها فادي، البالغ من العمر ست سنوات، ويُعالج في المستشفى الميداني الذي أقامته الهيئة الطبية الدولية في مدينة رفح جنوبي غزة.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن المجاعة وشيكة شمال غزة، وأن سوء التغذية بين الأطفال يتصاعد بوتيرة قياسية، حيث يعاني واحد من كل ثلاثة أطفال دون سن الثانية من سوء التغذية الحاد أو الهزال.
وبحسب البرنامج فإن الآباء في غزة لا يأكلون لعدة أيام في بعض الأحيان حتى يتمكن أطفالهم من ذلك، وأن حوالي 70% من السكان في الشمال يواجهون جوعا كارثيا.
سوء تغذية بين الأطفال
وأفاد تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الصادر في آذار/مارس بأن الحد الأقصى لانعدام الأمن الغذائي الحاد للمجاعة قد تم تجاوزه بشكل كبير، وأن سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتقدم بوتيرة قياسية نحو العتبة الثانية للمجاعة.
ويصف ماثيو هولينغورث، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين بالإنابة الذي زار غزة في وقت سابق من هذا الشهر والتقى بالعديد من الوضع في غزة قائلًا: “الأشخاص الغاضبين والمتعبين واليائسين لأن أطفالهم ينامون كل ليلة جائعين. وعجائزهم يتلاشون بسبب نقص التغذية. وهم أنفسهم يبحثون بشكل يائس كل يوم عن المساعدات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة”.
ومن أمام ركام أحد المباني الذي دُمر في الحرب، قال هولينغورث متحدثا من مدينة غزة التي وصفها بأنها مركز الأزمة في القطاع، إنه “لا يوجد مكان آخر في العالم يواجه فيه هذا العدد الكبير من الناس مجاعة وشيكة”.
وأضاف المسؤول الأممي “نحن ببساطة لا نحصل على ما يكفي من المساعدات إلى مدينة غزة وشمال القطاع”
جهود برنامج الغذاء
ويقدم البرنامج الغذاء الذي يحتاجه بشدة 1.45 مليون شخص في غزة كل شهر، حيث يوزع الطرود الغذائية الجاهزة للأكل والوجبات الساخنة ودقيق القمح والمنتجات المتخصصة لمواجهة سوء التغذية.
وأكد البرنامج أنه لم يتمكن إلا من إرسال 11 قافلة محملة بالأغذية إلى الشمال منذ بداية العام، وأن هناك حاجة إلى عمليات توصيل يومية لمنع وقوع مجاعة.
وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين بالإنابة “نحن في حاجة ماسة إلى الظروف التي تمكننا من الوصول كل يوم لإغراق هذه المنطقة بالمساعدات الغذائية إذا أردنا منع المجاعة، ومنع المزيد من الوفيات، ومنع الهزال بين الأطفال، ومنع الوضع اليائس الموجود بالفعل”.