سوء الوضع الصحي للاجئين السودانيين العالقين في غابات أمهرا
أصدرت تنسيقية اللاجئين السودانيين بإقليم امهرا، تقريرًا حول الوضع الصحي للاجئين السودانيين العالقين في غابات أمهرا.
في بداية التقرير أدانت التنسيقية موقف المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع الدولي والمدافعين عن حقوق الإنسان، ووصفته بأنه موقف المتفرج، بينما تزداد معاناة أكثر من 6 آلاف و80 لاجئ عالقًا في غابات أولالا بإقليم أمهرا الإثيوبي.
يعيش اللاجئون داخل الغابة في مواجهة الظروف الطبيعية والعيش بين الأشجار والحشرات السامة والحيوانات المفترسة، التي تهدد وجوده، فضلا عن انتشار الذباب والبعوض بعد دخول فصل الخريف والذي ساعد على انتشار الأوبئة والأمراض.
ووصل عدد المصابين العالقين داخل الغابة إلى 1000 شخص بينهم أطفال ونساء وكبار سن، ويحتاج قرابة ألفان و100 لاجئ/ة إلى العناية الصحية والعلاج، وفي ظل الظروف الصحية الحرجة يتوقع أن تقع حالة وفاة كبيرة بين المصابين داخل الغابة
يفتقد 30 شخصًا من ذوي الأمراض المزمنة إلى الدواء والكشف الطبي الدوري من بين هؤلاء مرض السكري والضغط، بالإضافة لوجود حالة إصابة بالسرطان؛ تتطلب توفر العلاج المستمر والمتابعة الدقيقة، و لا تزال حياة الكثيرين من هؤلاء في خطر بعد فشل المستشفيات في علاجهم.
وفاة 45 طفلا
وأصيب 2000 طفل بسوء التغذية والإسهال ونزلات البرد، لاعتمادهم على نوع واحد من الطعام المتوفر لدى أسرهم خلال الـ 4 أشهر الماضية قبل الوصول إلى الغابة، وتوفي 45 طفلا بسوء التغذية الحاد خلال تواجد اللاجئين في نقطة استقبال اللاجئين في المتمة ومعسكري “ترانزيت” و “كومر” خلال العام الماضي 2023.
وتراجع وزن الأطفال العالقين في الغابة بمقدار 5 إلى 35 كيلو جرامًا خلافا للوزن الطبيعي الذي يقل عن 6 إلى 45 كيلوجرامًا.
حركة ذوي الإعاقة
يحتاج قرابة 10 أطفال من ذوي الإعاقة من إجمالي 76 آخرين إلى العلاج والرعاية الصحية بعد توقفهم عن الحركة بالشكل المعتاد قبل موسم الأمطار؛ الأمر الذي فاقم من أزمتهم وأصبح في تنقلهم إلى مكان آخر صعوبة في ظل الظروف الراهنة.
حالات الإجهاض
وأشارت التنسقية إلى وجود أكثر من 20 حالة إجهاض بين النساء، وقعت 10 حالات منهن داخل الغابة، لعدم توفر المساعدات العاجلة ولسوء الأوضاع الأمنية التي صعبت من الحصول على سيارات الإسعاف في الوقت المناسب، ما اضطر بعضهن إلى مغادرة المعسكرات والعودة إلى السودان للحصول على العناية بطرق خاصة، كما وقعت 4 حالات ولادة طبيعية تمت داخل الغابة دون تدخل الأطباء وما يزال النساء يفتقدن إلى العناية الطبية بسبب تعنت السلطات ومنعها لتقديم أي نوع من الخدمات للاجئين العالقين داخل الغابة، حيث ربطت ذلك بالعودة إلى المعسكرات التي تم إلغاؤها لاحقا.
الملاريا ونزلات البرد
وفي ظل تواضع الجهود التي يقوم بها العالقون في الغابة للحد من تفاقم الأزمة الصحية من خلال حملات النظافة والدعوة إلى المحافظة عليها في المناطق القريبة من مكان إقامتهم، يبدو الأمر أكثر صعوبة إن لم يكن مستحيلا نظرا لتوالد البعوض والذباب وانتشاره بصورة مزعجة وضعف الإمكانات، ما أدى إلى وصول عدد المصابين بالملاريا إلى أكثر من 50 حالة في الأسبوع الواحد، بالإضافة إلى كما إصابة أكثر من 800 شخصا بنزلات البرد وأقل من 100 طفل بالإسهال بسبب التلوث الغذائي وانعدام المطهرات الصحية.
تم تحويل أكثر من 15 حالة خطرة إلى مستشفى “كومر” القريب من منطقة “اولالا” لكن لم يتمكن من تلقى العلاج عدا معالجة 4 إصابات بالنزيف الحاد نتيجة الضرب بآلة حادة خلال الهجمات التي تعرض لها اللاجئون من مجموعات مسلحة في محيط الغابة أثناء جلب الماء للشرب .
ومع تفاقم أزمة الاطفال والنساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والاصابات المتكررة بنزلات البرد وانتقال الملاريا بين الجميع، وفي ظل عدم توفر المساعدات وتدهور الوضع الصحي والنفسي لكثير من المرضى وصعوبة الحركة داخل الغابة لكثرة الأمطار وغزارتها كل يوم، فإن الوضع الإنساني لا يتناسب حتى مع بقاء بعض الحيوانات والحشرات الموجودة في الغابة حية طوال العام ناهيك عن الآدميين الفارين من جحيم الحرب إلى مكان آمن تتوفر فيه البيئة المناسبة للعيش مثل غيرهم من الناس.