شهد السودان خلال عام 2024 ارتفاعاً حاداً في أعداد النازحين داخلياً، حيث وصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 11 مليون نازح، بزيادة نسبتها 27% مقارنة بالعام السابق. هذه الأرقام المثيرة للقلق تكشف عن أزمة إنسانية متفاقمة تتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي، بحسب ما ذكره تقرير جديد صادر عن المنظمة الدولية للهجرة.
وتشير البيانات إلى أن الأطفال هم الأكثر تضرراً من هذه الأزمة، حيث يشكلون أكثر من ربع إجمالي النازحين. ويشكل الأطفال دون سن 18 عامًا حوالي 28% من إجمالي النازحين بما يعادل 3 ملايين و352 ألف و418 طفلا، كما أن أكثر من نصف هؤلاء الأطفال دون سن الخامسة، مما يعرضهم لمخاطر صحية وتغذوية جسيمة.
أسباب النزوح
وتعود الأسباب الرئيسية لهذا النزوح إلى الصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية والنزاعات القبلية والهجمات، حيث سجلت البلاد 389 حادثاً خلال العام أدت إلى نزوح مفاجئ للسكان. وتشير البيانات إلى أن الصراعات المسلحة تُشكل 54% من الأحداث التي تسببت في النزوح، هي السبب الرئيسي لنزوح أكثر من نصف النازحين.
وتفاقمت معاناة النازحين بفقدان نصف الأسر النازحة لمأواها الأساسي، مما يجعلهم يعيشون في ظروف إنسانية صعبة للغاية.
أقرأ أيضًا| قطع الاتصالات في السودان: مربح لميليشيا الدعم السريع ويهدد المواطنين بالجوع
كشفت أحدث البيانات الصادرة عن تقرير النزوح الداخلي في السودان عن زيادة كبيرة في أعداد النازحين داخليًا خلال عام 2024، حيث شهد 18 ولاية سودانية ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد النازحين الذين فروا من منازلهم بسبب الصراعات والعنف والكوارث.
أعداد النازحين في الولايات
يأتي أعلى عدد للنازحين من 5 ولايات من أصل 18 ولاية يضمها السودان وهي: العاصمة الخرطوم التي نزح منها قرابة 4 ملايين شخص، ثم جنوب دارفور حيث نزح 2 ملايين شخص، شمال دارفور التي نزح منها 1.6 مليون شخص، ونزح من ولاية الجزيرة 1.1 مليون شخص، ثم ولاية وسط دارفور حيث نزح 746 ألف و523 شخص.
فيما استضافت 5 ولايات أعلى عدد للنازحين، وهي: جنوب دارفور التي استضافت 1.8 مليون نازح، تليها شمال دارفور التي استقبلت 1.6 مليون نازح، وتوجه 1.1 مليون نازح إلى ولاية القضارف، واستضافت ولاية نهر النيل 994 ألف و550 نازح، ثم وسط دارفور إذ استضافت 923 ألف و509 نازح.
