تقاريرحقوقمجتمعمنظماتمنوعات

سكان مخيم جباليا العائدين يتحدثون عن ذكرياتهم في منازلهم المدمرة

عاد العديد من أبناء مخيم جباليا الواقع في شمال قطاع غزة بعد مرور ما يزيد عن 20 يومًا من سريان الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس، لكن السكان وجدوا “الدمار في كل مكان”، إذ تسبب القصف الإسرائيلي في دمار 66% من المباني بحسب دراسة صادرة عن الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2024 الماضي.

 

أجرت منظمة الأمم المتحدة لقاءات مع العائدين الذين تحدثوا عن ذكرياتهم مع منازلهم المدمرة، يقول عبدالرحيم سلمان: “بصراحة، عندما رأيت المنزل صرخت. تذكرت والدي ووالدتي. رائحتهما في المنزل، والآن ضاعت ذكرياتهما”.

أضاف سلمان إن أحد أشقائه قُتل في الحرب، وأصيب آخر مع أفراد آخرين من العائلة في الحرب، حيث يحتاج اثنان منهما إلى إجلاء طبي عاجل من غزة فيما ينتظران دورهما لمغادرة القطاع.

أقرأ أيضًا|220 ألف عائد من جنوب غزة إلى الشمال يوم الاثنين 27 يناير 2025

 

وأكد أن الوضع الإنساني في المخيم لا يزال صعبا للغاية على الرغم من الإمدادات المتزايدة التي دخلت القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير. مستكملا: وضع المياه صعب للغاية، وكذلك النقل. يتعين علينا السير على الأقدام بين تل الزعتر ومدينة غزة. المسافات طويلة جدا. نأمل أن تعود الأونروا أقرب إلينا كلاجئين في الشمال “.

وأوضح أنه وعائلته يعيشون في خيمة الآن، ويبذلون قصارى جهدهم ليستروا أنفسهم من أجل أطفاله الصغار، الذين يأمل أن يعودوا إلى المدرسة قريبا لأن التعليم “ضروري للغاية”.

 

أما طارق الحواجري فقد كان يبحث بين أنقاض منزله المدمر بالكامل وهو يقول “لم أجد في منزلي أي شيء، لا فرش ولا بطانيات ولا أي شيء. ما زلنا نعاني في هذه الظروف القاسية. لا يوجد مأوى ولا مكان أعيش فيه مع أطفالي”.

 

“الوضع صعب ولكن الحمد لله

بينما جهاد عساف، فقد وجد منزله مدمراً جزئياً، وباستخدام بعض الشوادر، تمكن من إنشاء ما يشبه المأوى لعائلته. يقول عساف إن الألم الذي أصاب عائلته عميق، حيث فقد ابنه الأول حسن في الاجتياح الأول للشمال، ثم قُتل ابنه أيمن في الاجتياح الثاني.

 

وعلى الرغم من المعاناة التي تحملها وما زالت مستمرة، إلا أن السيد عساف لا يزال ممتنا لما لديه: “الحمد لله، نتلقى المساعدة. إنها ليست كافية بالطبع، ولكن الحمد لله، إنها تستر أمورنا، نحن نمضي من خلالها”.

وقال عساف إنه يتمتع بصحة جيدة، لكن زوجته تعاني من المرض وتتلقى العلاج من وكالة الأونروا. وقال: “أحيانا لا نجد الدواء لدى الأونروا، لذا نشتريه بأنفسنا. الأمور صعبة لأنني عاطل عن العمل. علي أن أشتري الدواء بنفسي. الوضع صعب”.

 

جرس إنذار للعالم

تبذل الأمم المتحدة وشركاؤها كل ما في وسعهم لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية مع بدء تدفق المساعدات إلى قطاع غزة بعد سريان وقف إطلاق النار. وقد زار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر يوم الخميس شمال غزة، بما في ذلك مخيم جباليا للاجئين، حيث رأى الظروف البائسة التي يعيشها الناس بشكل مباشر.

 

وقال توم فليتشر: “لقد مررنا عبر الخراب والأنقاض والمنازل والمجتمعات والحياة المسحوقة. قُتل أكثر من 50 ألف شخص وأصيب أكثر من 100 ألف آخرين. أهم شيء يمكننا القيام به اليوم هو أن نشهد على مستوى الدمار. وعندما ترى الناس يبحثون بين أنقاض منازلهم وحياتهم يائسين لإعادة البناء – فهذا جرس إنذار للعالم بأننا يجب أن نقدم مساعدات منقذة للحياة لهذه المجتمعات”.

 

وبرغم دخول 10 آلاف شاحنة إلى قطاع غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، إلا أن فليتشر يقول “إننا بحاجة إلى بذل المزيد والمزيد من الجهود. وعلينا أن نكون هنا. وعلينا أن نرى هذا، وعلينا أن نروي القصة للعالم”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى