استمرار نزوح الأسر والعائلات من مدينة الفاشر في شمال دارفور

أصدرت المنسقية العامة لشئون اللاجئين والنازحين في السودان حول استمرار النزوح في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بسبب هجمات الدعم السريع، والقصف العشوائي من الجيش السوداني الذي يستهدف المدنيين.
وقالت المنسقية في بيانها يتواصل النزوح من الفاشر ومخيماتها إلى منطقة طويلة. وصلت خمس وأربعون أسرة إلى طويلة يوم الجمعة 4 أبريل، سيرًا على الأقدام، وعلى عربات الكاروا (عربات يجرها حمار)، وعلى دواب.
وصل هؤلاء النازحون في ظروف إنسانية مزرية، منهكين من حصار الفاشر، تارة تحت نيران المدفعية، وتارة أخرى تحت ضجيج الغارات الجوية وقذائفها المرعبة والقاتلة.
ذكرت المنسقية أن أسعار الطعام والمياه ارتفعت ما تسبب في زيادة معاناة النازحين، وذلك في ظل توقف منظمات الإغاثة عن تقديم المساعدات في مناطق الصراع بالسودان، كما يمنع الجيش عربات المساعدات من الدخول عن طريق معبر أدري الحدودي مع تشاد، معللة ذلك بأن السلاح يصل لميليشيا الدعم السريع عن طريق المعبر.
وبحسب بيان المنسقية: “كما عانوا من الجوع والمرض وارتفاع أسعار المواد الغذائية، التي لا تتوفر في الأسواق. حتى مياه الشرب أصبحت شبه معدومة، حيث ارتفع سعر جركن الماء إلى 1500 جنيه سوداني، وفقًا لشهادات النازحين. في ظل هذا الوضع البائس والمدمر، قرروا الفرار إلى طويلة”.
في مديرية الطويلة، حيث يوجد ملاذ آمن، ولكن دون فرص عمل مجزية أو متاحة على الأقل، يبقى العمل الوحيد بانتظار خدمات المنظمات الإنسانية، التي هي الأخرى عاجزة عن استيعاب الأعداد الكبيرة من السكان، المقدرة بالملايين.
أقرأ أيضًا|يشربون مع البهائم ويأكلون الجراد.. دارفور تعيش مجاعة تقتل الأطفال والنساء
ناشدت المنسقية العامة الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة المتضررين من هذه الظروف المعيشية، من جوع وفقر ومرض، والتي باتت في حالة موت سريري.
واشتد الحصار على الفاشر في أبريل 2024، بعد هجمات ضخمة من ميليشيا الدعم السريع، أحرقت فيه عدد من القرى وهجرت آلاف المواطنين، كما هاجمت معسكرات الإيواء والتي يعيش بها مدنيين مهجرين منذ حرب دارفور 2003 أي قبل 22 عامًا ولا يوجد مأوى أخر لهم غير المعسكر.
ويعتمد النازحين والمدنيين في الفاشر في توفير الطعام على غرف الطوارئ وهي منظمات شبابية تطوعية تعمل على توفير وجبات ومساعدات إنسانية للنازحين، ولكنها تواجه أزمات مادية تعيقها من استمرار عملها.